مدينة الزهراء
تُعرف مدينة الزهراء الأندلسية بحضارتها المتطورة وتصميمها المعماري الفريد الذي يتضمن الأرضيات والأسقف والجدران المزخرفة. تم إنشاء المدينة من الصفر، وكانت تعتبر واحدة من أكبر المدن في أوروبا الغربية. ازدهرت المدينة لتصبح وجهة سياحية مرموقة للمسافرين من شتى أنحاء العالم. في هذا المقال، نستعرض أبرز المعلومات المتعلقة بمدينة الزهراء.
تاريخ مدينة الزهراء
تمثل مدينة الزهراء منطقة حضرية محاطة بأسوار قوية، حيث تعكس هيكلها الطبوغرافي الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع. فيما يلي أبرز المعلومات حول تاريخ هذه المدينة:
- تأسست المدينة عام 929 ميلادي عندما أعلن الخليفة عبد الرحمن الثالث نفسه خليفة مستقلًا عن أمير المؤمنين، والذي يمثل خليفة العالم الإسلامي، وكان ينتمي لعائلة الأمويين.
- اتخذ الخليفة عبد الرحمن الثالث العديد من الخطوات الاقتصادية والسياسية لتعزيز سلطته في شبه الجزيرة الأيبيرية، وتوجه اهتمامه نحو استعادة السيطرة على شمال إفريقيا من الفاطميين، مما قاد إلى اتخاذ قرار بناء المدينة.
- في عام 936، بدأ بناء مدينة الزهراء في سفوح جبال سييرا مورينا، وتبع ذلك تأسيس مركز الحكومة.
- شهد عام 962 إقامة حفل ترحيب بالملك أوردونو الرابع في مدينة الزهراء، حيث يُعتبر هذا الحدث من أبرز المحطات التاريخية التي شهدتها المدينة.
أقسام مدينة الزهراء
تم تنظيم مدينة الزهراء في ثلاث شرفات، بأسلوب يتيح تدفق المياه نحو الوادي الكبير، وشمل تصميمها العديد من الحدائق، المسابح، الأروقة، والمجمعات السكنية:
- الشرفة الشمالية: تُعتبر الشرفة العليا من المدينة، حيث يقع قصر الخليفة الذي يشرف على السهول الممتدة نحو النهر.
- الشرفة الوسطى: تضم الشرفة الوسطى المباني الإدارية، وقصور كبار الشخصيات، وحاشية الخليفة، مع وجود منزل رئيس الوزراء وعدد من صالات الاستقبال الرئيسية، بالإضافة إلى مسجد بُني في الجهة الخلفية.
- الشرفة السفلية: كانت هذه الشرفة مخصصة لسكن المواطنين والفرسان والمشاة.
قصر مدينة الزهراء
بدأ تشييد قصر الخليفة بالتزامن مع بناء المدينة، حيث يقع القصر في الشرفة الشمالية، مطلًا على بقية أجزاء المدينة. عمل حوالي 10 آلاف شخص يوميًا على بنائه، مستخدمين أجود المواد من رخام ملون ومجوهرات ونقوش دقيقة. تم إقامة القصر بأيدٍ ماهرة، مما جعله يُعتبر قصرًا أسطوريًا. وفي عام 945، اكتمل بناؤه وعاش فيه الخليفة عبد الرحمن الثالث.
تدمير مدينة الزهراء
تعرضت مدينة الزهراء للتدمير نتيجة الحرب الأهلية عام 1010، ما أدى إلى خراب معظم معالمها. كما دمرت الوثائق التاريخية التي توثق تاريخ المدينة ومساهمتها في التاريخ الإسلامي الأوروبي، وظلت المدينة غير معروفة لفترة تقارب الألف عام حتى تم إعادة اكتشافها في أوائل القرن العشرين.