التابعي إبراهيم النخعي
إبراهيم النخعي هو أحد الفقهاء البارزين، واسمه إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمرو بن ربيعة، ينتمي إلى قبيلة بني سعد بن مالك النخعي، وهو يماني الأصل ثم انتقل إلى الكوفة. قد روى الأحاديث عن العديد من التابعين، وكان لديه شرف اللقاء بالسيدة عائشة -رضي الله عنها- في صغره، إلا أن ذلك لم يُثبَت له سماع منها. عُرف إبراهيم -رضي الله عنه- بصفاته الحميدة وثراء روايته للحديث، وكان عالمًا جليلًا بشؤون الصحابي عبد الله بن مسعود، حيث كان أكثر الناس تحملًا لعلمه وروايته.
كان إبراهيم النخعي أيضًا شخصية متواضعة وصالحة، حيث تولى مع الشعبي مسؤولية الإفتاء في الكوفة، وتمتع بوقار يُشبه وقار الأمير. اشتهر أيضًا بتفانيه في العبادة، حيث كانت زوجته هنيدة تشير إلى أنه كان يصوم يومًا ويفطر يومًا. وتناقل الأعمش أنه كان يصلي ثم يتوجه إليهم، ويبقى بجانبهم مُنعزلًا كأنه يعاني من مرض. توفي إبراهيم عن عمر يناهز التاسعة والأربعين، ويُعتقد أنه توفي في الثامنة والخمسين من عمره بعد أشهر قليلة من رحيل الحجاج.
إبراهيم النخعي والحجاج
كان إبراهيم النخعي يشعر بالكراهية تجاه الحجاج، وكان يسبه باستمرار. وعندما سأله أحدهم عن سبب لعن الجبابرة والظالمين، رد عليه قائلًا: ألم يلعن الله -عز وجل- الظالمين عندما قال: (أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)؟ كما ورد عن الإمام أبي حنيفة من خلال ابن حماد أنّ إبراهيم عندما علم بوفاة الحجاج بكى وسجد لله شكرًا على ذلك.
خشية إبراهيم النخعي من الله تعالى
تميز إبراهيم النخعي بخشيته العميقة من الله تعالى، حيث رُوي عنه أنه شعر بخوف شديد عندما أقبلت عليه لحظة الوفاة. وحين سُئل عن سبب ذلك، أجاب: وما أعظم من ذلك أن أتوقع مجيء رسول من ربي إما للجنة أو للنار، وتمنى لو كانت تلك اللحظة تتأخر حتى يوم القيامة.