الإعجاز العلمي في الآية التي تتحدث عن خلق الجمال وكيف يجب علينا التأمل فيها

الإعجاز العلمي في الآية الكريمة (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ)

  • ورد في سورة الغاشية قول الله -تعالى-: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ). وقد أشار المفسّرون إلى الإعجاز الذي يحتويه هذا النص في وصفه للإبل. فذِكر الله -تعالى- للجمال على وجه الخصوص يأتي انطلاقًا من أهميتها وفوائدها العظيمة، خاصة في المجتمع العربي في تلك الحقبة. فالتأمل في خصائص الإبل يظهر منافعها الكبيرة، سواء في الركوب أو الحلب، بالإضافة إلى فوائد لبنها المذكورة في أحاديث نبوية صحيحة، فضلاً عن لحمها وأوبارها التي تُستخدم في العديد من المجالات.
  • يبرز الإعجاز في خلق الإبل من خلال دقة تصميمها. فالمربون يعرفون تمامًا قدرة الجمل على التكيف مع ظروف الصحراء القاسية. فالجمل يمتلك رموشًا كثيفة تحمي عينيه من الرمال، كما يمكنه إغلاق منخاريه وأذنيه لحمايته من الغبار. أما قدماه فهما تحتويان على أخفاف ضخمة تسهّل حركته على الرمال المتحركة، بينما شفتاه المطاطيتان تعينانه على تناول الأشواك التي تتناسب مع حياة الصحراء دون التعرض للأذى، بالإضافة إلى احتفاظه بالرطوبة بهما لتفادي الجفاف.
  • ويمكن للجمل أيضًا حمل الأمتعة والمشي بها لمسافات طويلة دون الشعور بالتعب. يظل قادرًا على البقاء لأيام عديدة في ظروف عطش قاسية، حيث يستطيع شرب كميات كبيرة من الماء وتخزينها في سنامه لاستخدامها لاحقًا. ورغم أنه يحتاج إلى كميات قليلة من الماء، إلا أنه يمكنه أيضًا تخزين الدهون في سنامه ليتمكن من التغذي عند عدم توفر الطعام.
  • علاوة على ذلك، يتميز الجمل بقدرته على حمل الأمتعة وهو بارك على الأرض، وهي ميزة لا تتوافر عند معظم الدواب الأخرى. وقد جعل الله هذه السمة لتسهيل حياة الناس، إذ أن حمل الأمتعة بينما هو قائم سيكون أمرًا في غاية الصعوبة. وهذا بالإضافة إلى استجابته لقائده حتى لو كان ضعيفًا، مما يبرز مدى طواعيته. ويعكس الاستفهام في الآية إنكارًا وتوبيخًا للذين أغفلوا التأمل في قدرة الله -تعالى-.

صلة الآية بما قبلها

عندما بدأت الآيات بالحديث عن يوم القيامة وما يترتب عليه من أهوال، حيث يتم تقسيم الناس إلى أهل الجنة وأهل النار، أتى ذكر الله -تعالى- في هذه الآية بنِعَمه وقدرته في الخلق لتأكيد الحجة على الذين أنكروا آياته. ومن المناسب في هذا السياق إبراز الإبل وإتقان خلقها، حيث كانت تحتل مكانة كبيرة في تأملات العرب آنذاك، مما يسهل عليهم فهم المعاني العميقة للآيات ويدعوهم لاستخلاص الدروس والعبر من آيات الله.

تعريف بسورة الغاشية

سورة الغاشية هي سورة مكية، تتألف من ست وعشرين آية، وتأتي في المرتبة الثامنة والثمانون في ترتيب المصحف العثماني. وتعتبر سورة الغاشية من السور المفصّلة، إذ يتخللها الفصل بالبسملة نظراً لقصر آياتها. وتتناول مواضيع تتعلق بوحدانية الله وأهوال يوم القيامة، وكذلك قدرة الله -تعالى- وإتقان خلقه.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *