يُعدّ تمييز العدد أحد المواضيع الهامة في اللغة العربية، حيث يُعرّف التمييز بأنه اسم نكرة يتبع عددًا أو صفة تُبهم المعنى، كما في العبارة “زرت عشرين دولة” أو “أنا أكبر منك سنًا”.
يُستخدم التمييز لتوضيح المعنى أو تفسيره، ويأتي إعرابه بالحركات النحوية في حالة النصب. وعادةً ما يكون تمييز العدد جامدًا، ويتمثل الكلمة المبهمة التي تسبقه.
يُعرب التمييز وفقًا لسياقه في الجملة. يمكن أن يأتي التمييز بمعنى “من”، كما في المثال: “زرت عشرينَ من المدن”.
أنواع التمييز
- تمييز النسبة، الذي يُعرف أيضًا بتمييز الجملة أو تمييز الملحوظ، هو الاسم الذي يُفسر الغموض الناتج عن جملة سابقة. يمكن أن يكون محولًا أو مُنقولًا عن فاعل، كما في قوله تعالى: “وَاشْتَعَلَ الرَّأسُ شَيْبًا”.
- أو مُنقول عن مفعول به، مثال قوله تعالى: “وفجَّرنا الأرضَ عيونًا”.
- كذلك يمكن أن يكون محولًا عن مبتدأ، كما في قوله: “الله أسرع مكرًا”.
- تمثيل التمييز أيضًا يمكن أن يكون بإضافة كلمة جديدة تهدف إلى توضيح معنى معين، مثل: “لله دره فارسًا”، أو “لله دره من فارس”.
تمييز العدد وأحكامه في اللغة العربية
لتفصيل أحكام تمييز العدد في اللغة العربية، ينبغي تقسيم الأعداد إلى مجموعات محددة، حيث تختلف أحكام التمييز بين عدد وآخر. بعض الأعداد ليست لها تمييز، بينما يُعبر تمييز البعض الآخر على هيئة جمع مجرور بالإضافة، في حين يكون تمييز البعض الآخر مفردًا منصوبًا.
العددان واحد واثنان
- لا يحتاجان إلى تمييز، حيث يأتيان بعد المعدود ويتطابقان معه في التذكير والتأنيث، مثل: “حضر رجلٌ واحدٌ وامرأةٌ واحدةٌ”، أو “أكرمت رجلينِ اثنينِ وامرأتينِ اثنينِ”.
- يمكن أيضًا ذكر المعدود بصيغته دون العدد للدلالة عليه، كقوله: “حضر رجلٌ وامرأتان”.
تمييز الأعداد من ثلاثة إلى تسعة وعشرة مفردًا
- يكون تمييزها جمعًا مجرورًا بالإضافة، ويمثل العدد هنا عكس المعدود في التذكير أو التأنيث، مثل: “علمت ثلاثة طلاب وخمس طالبات”، أو “استقبلت عشرة رجال”.
تمييز الأعداد من ثلاثة عشر إلى تسعة عشر
- يكون تمييزها مفردًا منصوبًا، حيث يخالف الجزء الأول من التمييز المعدود في التذكير أو التأنيث، بينما يطابق الجزء الثاني المعدود. مثل: “دخل الملعب خمسة عشر لاعبًا، وثماني عشرة لاعبةً”.
تمييز العددين المركبين أحد عشر واثنا عشر
- يكون تمييزها مفردًا منصوبًا، ويماثل المعدود بجزئيه في التذكير والتأنيث. مثل: “نجح أحد عشر طالبًا، واثنتا عشرة طالبةً”. تُفتح شين الرقم عشرة عند توافق المعدود مذكر، بينما تُسكن عندما يكون مؤنثًا.
العدد عشرة
- يتوافق المعدود مع العدد عند استخدامه على شكل مركب، بينما تعود المخالفة عند استخدامه بشكل مفرد. مثال: “على غصن الشجرة أربعة عشر عصفورًا”، أو “على الأرض عشرة عصافير”.
ألفاظ العقود
- تشمل الأعداد من عشرين إلى تسعين، وتظهر تمييزها كمفرد منصوب، ولا تتغير مع تذكير أو تأنيث المعدود، مثل: “حضر عشرون مدربًا”.
الأعداد المعطوفة
- تمييزها يأتي مفردًا منصوبًا، وعندما يكون الجزء الأول من ثلاثة إلى تسعة يخالف المعدود، في حين يطابق الواحد أو الاثنين المعدود. مثال: “دخل الملعب واحد وعشرون لاعبًا وثمانية وستون متفرجًا”.
تمييز العددين المائة والألف ومثناهما وجمعهما
- يكون تمييزها مفردًا مجرورًا بالإضافة، كما في: “في الحديقة مئةُ امرأةٍ ومئتا طفلٍ”، أو “زار المعرض ألف رجلٍ وألفا امرأةٍ”.
أحكام خاصة بتمييز العدد
توجد أحكام خاصة للتمييز والتي تتعلق بترتيبه في الجملة من حيث التقديم أو التأخير، وكذلك حركة إعرابه، تعريفه، وتنكيره. ومن هذه الأحكام ما يلي:
- لا يمكن أن يتعدد تمييز العدد، ويجب أن يأتي دائماً بشكل اسم صريح، ولا يجب أن يأتي في جملة أو شبة جملة، مثل: “زرعت دنمين غراسًا”.
- العامل الأساسي في تمييز العدد هو الاسم المبهم، مثال: “عندي صاع برًا”.
- لا ينبغي أن يتقدم العدد على عامله، فلا يجوز أن يقال: “اشتريت غرسةً ثلاثين”، بل يُقال: “اشتريت ثلاثين غرسةً”.
- يُعتبر تمييز العدد اسمًا جامدًا، لكنه يمكن أن يأتي أيضًا بشكل مشتق كقول: “جاءني عشرون راكبًا”، وأصلها: “عشرون رجلًا راكبًا”.
- الفصل بين المميز والتمييز لا يجوز إلا في حالات الضرورة الشعرية، كما في قول الشاعر: “في خمس عشرة من جمادي ليلةً”، والصحيح هو: “في خمس عشرة ليلةً من جمادي”.
إعراب العدد في اللغة العربية
بعد التعرف على أنواع تمييز العدد، يقتضي الأمر معرفة حالات إعراب العدد في الجملة.
يُعرب العدد وفق موقعه من الجملة، سواء كان فاعلاً أو مفعولاً أو مبتدأً أو خبرًا. ويكون إعرابه كالتالي:
العددان واحد واثنان
-
يأتيان بعد المعدود مباشرةً وإعرابهما يكون صفةً له، مثل: “نجح طالبٌ واحدٌ وطالبتانِ اثنتان”.
- يمكن عدم ذكر التمييز واكتفاء بذكر المعدود مفردًا أو مثنى للدلالة عليهما، كما فصل في قوله تعالى: “فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء”.
الأعداد من ثلاثة إلى عشرة والمئة والألف
-
يُعرَب إعرابها حسب موقعها في الجملة، ويمكن أن تعرب مبتدأ مثل: “عندي ثلاثة أبناء”.
- أو تعرب خبرًا، مثل: “هؤلاء ثلاثة رجال”، أو تعرب فاعلًا، كما في “قدم أربعة فرسان”، أو مفعولًا به، كما في: “زرت ستةَ مدنٍ”، أو مضاف إليه مثل قوله: “إطعام عشرةِ مساكين”.
الأعداد المركبة
-
تظهر مبنية على فتح الجزأين، مثل: “بحثت في ثمانيةَ عشرَ مكانًا”.
- وفي غياب العدد اثنان يكون إعرابها إعراب المثنى، كما في قوله تعالى: “فانبجست منه اثنتا عشرة عينًا”.
ألفاظ العقود
-
تشمل الأعداد من عشرين إلى تسعين، ويُعرَب على أساس موقعها في الجملة.
- يتم إعراب الملحق بجمع المذكر السالم، حيث تكون الواو علامة رفعها، والياء علامة نصبها وجرها، مثل قوله تعالى: “وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا”.