العُقم
يعرّف العقم (بالإنجليزية: Infertility) بأنه الحالة التي تعجز فيها الزوجة عن الحمل على الرغم من ممارسة العلاقة الزوجية بشكل منتظم، دون استخدام أي وسيلة لمنع الحمل، مدة لا تقل عن عام. يُعتبر العقم من المشكلات الشائعة، ولحسن الحظ، هناك العديد من العلاجات الفعّالة والمتاحة لمعالجة مشكلات العقم. عادةً، لا تظهر أعراض واضحة تدل على العقم، ولكن قد تعاني المرأة من اضطرابات في الدورة الشهرية أو قد تتوقف عنها في بعض الأحيان. أما الرجال، فقد تظهر لديهم مشاكل هرمونية مثل تغيرات في نمو الشعر وضعف في الأداء الجنسي أو الرغبة. الأسباب المؤدية للعقم قد تكون متعلقة بالزوج أو الزوجة أو مزيج من الاثنين، وفي بعض الحالات قد يكون السبب غير معروف. يُنصح الأزواج الذين يتأخر حملهم لأكثر من عام بزيارة الطبيب المختص للتشخيص، وهناك توصيات خاصة للنساء اللاتي يعانين من اضطرابات في الدورة الشهرية أو اللواتي تزيد أعمارهن عن 35 عاماً، حيث يُفضل استشارة الطبيب إذا لم يحدث الحمل خلال ستة أشهر من المحاولات.
التطورات في تشخيص العقم عند الرجال
إذا تعذر حدوث الحمل، يجب على الرجل استشارة طبيب مختص. سيبدأ الطبيب بجمع معلومات حول التاريخ الطبي، بما في ذلك أي عمليات جراحية سابقة أو أدوية يتناولها، وكذلك تاريخه في التدخين ومناقشة بعض الأمور الجنسية. بعد ذلك، تُجرى مجموعة من الفحوصات والتحاليل للتوصل إلى سبب تأخر الحمل وتحديد الحالة الصحية والإنجابية للرجل. ومن بين الاختبارات المهمة:
- تحليل السائل المنوي: يشمل جمع عينة من السائل المنوي من خلال الاستمناء في وعاء معقم أو استخدام واقٍ ذكري أثناء الجماع. يجب على الرجل الامتناع عن العلاقة الزوجية لمدة 2-3 أيام قبل جمع العينة، ثم تُستخرج العينة وتُفحص خلال ساعة من جمعها. يُنصح بإعادة التحليل مرتين أو ثلاث مرات في أوقات مختلفة؛ نظراً لتأثيرات التغيرات الهرمونية اليومية على عدد وجودة الحيوانات المنوية.
- فحوصات هرمونية: تتحكم هرمونات متعددة في إنتاج الحيوانات المنوية، مثل هرمون التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone)، والذي عادةً لا يكون السبب الرئيسي في حالات العقم، حيث قد يصل عدم مسؤوليته إلى 97%. يتم أخذ عينة دم من الوريد باستخدام إبرة صغيرة، وهي لا تتطلب أي استعدادات خاصة.
- اختبارات جينية: تتضمن إجراء تحليل دم لفحص الحمض النووي والمعلومات الوراثية. قد يُطلب هذا الفحص في مسائل تخص عدد الحيوانات المنوية أو وجود صفات جسدية تشير إلى عوامل وراثية، مثل صغر حجم الخصيتين أو حدوث إجهاض غير مبرر.
- فحص الأجسام المضادة للحيوانات المنوية: (بالإنجليزية: Antisperm Antibody Test)، حيث يبحث الاختبار عن أجسام مضادة يمكن أن تدمر أو تُعيق الحيوانات المنوية في السائل المنوي أو السوائل المهبلية، مما يؤدي لمواجهة الزوجين صعوبات في حدوث الحمل، وهو ما يعرف بالعقم المناعي (بالإنجليزية: Immunologic infertility).
أسباب العقم عند الرجال
تتعدد الأسباب التي تؤدي لانخفاض خصوبة الرجل، ومن أبرزها:
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية: يشير ثلث الرجال الذين يعانون من العقم إلى أن السبب هو انخفاض عدد الحيوانات المنوية، حيث يجب أن يكون العدد 15 مليون أو أكثر. إذا كان العدد أقل من ذلك، يُعتبر ذلك انخفاضًا ينبغي معالجته.
- ضعف حركة الحيوانات المنوية: من الضروري أن تتمتع الحيوانات المنوية بالقدرة على الحركة للوصول للبويضة وتلقيحها، فإذا كانت الحركة ضعيفة، فإن حدوث العقم سيكون مرجحًا.
- شكل الحيوانات المنوية غير الطبيعي: الشكل الطبيعي للحيوان المنوي ضروري للتحرك بشكل فعّال نحو البويضة. أي تشوه في الشكل يُصعّب من عملية الإخصاب.
- أسباب إضافية: تشمل مجموعة من الحالات التي قد تسهم في عقم الرجل، ومنها:
- حالات صحية: مثل الإصابة بالعدوى، الجراحة، الأورام، دوالي الخصية، وبعض الأمراض التي تؤثر على الخصوبة كمتلازمة كوشينغ (بالإنجليزية: Cushing’s syndrome)، مرض السكري، ومشكلات الغدة الدرقية.
- أسلوب الحياة: بعض العادات اليومية مثل استخدام الساونا أو الاستحمام بمياه دافئة وارتداء ملابس ضيقة قد تؤثر على الخصوبة.
- اضطرابات القذف: مثل انسداد قنوات القذف.
- اختلال الهرمونات: مثل نقص هرمون التستوستيرون.
- عوامل وراثية: بعض الاضطرابات الجينية مثل متلازمة كلاينفلتر (بالإنجليزية: Klinefelter’s syndrome) يمكن أن تؤثر على الخصوبة.
- التعرض للعلاج الإشعاعي: يعتبر الإشعاع من العوامل التي قد تقلل إنتاج الحيوانات المنوية.
- بعض الأدوية: بعض الأدوية قد تزيد من مشاكل الخصوبة عند الرجال.
فيديو عن العقم عند الرجال
للمزيد من المعلومات، نوصي بمشاهدة الفيديو التالي الذي يتناول أسباب العقم عند الرجال.