تحليل رواية “كتاب الضحك والنسيان” لميلان كونديرا

تحليل رواية كتاب الضحك والنسيان. تعتبر “كتاب الضحك والنسيان” الرواية الرابعة في مسيرة الكاتب ميلان كونديرا الأدبية، حيث تتكون من سبعة روايات متشابكة تُعرف القارئ بعالم كونديرا الفريد.

هذا العالم يتميز بقدرته على المزج بين العمق والذكاء والفلسفة من جهة، والخفة والفكاهة والمرح من جهة أخرى.

تحليل رواية كتاب الضحك والنسيان

  • تُعد كتاب الضحك والنسيان إحدى الأعمال البارزة للروائي الفرنسي ذو الأصول التشيكية، ميلان كونديرا.
  • صدر العمل في فرنسا عام 1979 باللغة التشيكية.
  • ترجم الرواية إلى العربية المترجم المغربي محمد التهامي العماري، خريج دكتوراه الدولة في النقد المسرحي.
  • الرواية مقسمة إلى سبعة فصول، حيث يتضمن كل فصل مجموعة من المقاطع القصيرة.
  • اختار كونديرا تقسيم النص لعدة أسباب، منها تحفيز عقل القارئ لمتابعة الأحداث المتدفقة التي لا تتبع بالضرورة تسلسلاً زمنياً.
  • كل فصل يقدم شخصيات متنوعة، حيث يُلاحظ القارئ أن مواضيع الاغتراب والموت واستكشاف الماضي تظل تنعكس على حياتهم وتجرهم نحو مصير غير معروف.
  • تتداخل هذه الشخصيات مع الأحداث السياسية والتاريخية الكبرى التي واجهتها جمهورية التشيك، بدءًا من الحرب العالمية الأولى وصولًا إلى غزو القوات الألمانية لبوهيميا عام 1939.
  • تتالي الأحداث يشمل دخول الدبابات الروسية عام 1945، وسقوط الشيوعية في ربيع براغ، ومحاولات إدخال الديمقراطية إلى السياسة، وانتهاء ذلك عام 1969.
  • حيث تسلم الحزب الشيوعي الموالي لروسيا الحكم، وقد مارس ضغوطه القاسية على التشيك، مما جعلهم بين خيار الموت والنفي.

التحليل الأسلوبي لكتاب الضحك والنسيان

  • لا تتبع رواية كتاب الضحك والنسيان النمط التقليدي في سرد الأحداث والترابط.
  • يصعب تصنيف العمل ضمن فئة محددة مثل الأدب السياسي أو الفلسفي أو الساخر.
  • كل جزء يعتبر بمثابة هيكل روائي قائم بذاته، وهو ما ميز رغبة كونديرا في تأسيس هياكل قصصية مجاورة.
  • تمثل الرواية لحظات حاسمة لكل شخصية، وتجمعها ضمن تنوع لحني يتضمن موضوعات شائعة.
  • تمزج الرواية بين أسلوب المقال الساخر، والسرد الروائي، والبحث الفلسفي.
  • وتتضمن أيضًا سير ذاتية، وحقائق تاريخية، ومشاورات خيالية.
  • على الرغم من أن الأحداث تبدو متباينة، فإنها مرتبطة ارتباطًا عميقًا بمسار مشترك يستكشف مواضيع الاغتراب والحنين إلى الماضي.
  • وكأن شخصيات الرواية ترتدي أقنعة من عصور وأماكن متنوعة.
  • ويعكس العمل تداخل المجالين الخاص والعام.
  • تحت وطأة الرواية، نجد جميع الشخصيات مواجهًة مع أحداث سياسية وضعتهم أمام مشكلات وجودية معقدة.
  • لا تلتزم الرواية بالحقائق المطلقة ولا تسعى إلى إثبات شيء معين.
  • تجعل القارئ يواجه نفس الأسئلة الوجودية التي تعاني منها الشخصيات.

الاستعارة والصور الفنية في كتاب الضحك والنسيان

  • في الفصل الأول، المعنون “الرسائل الضائعة”، نجد صورة فنية تقول “أنف زدينا يطغى على حياته”.
  • تشبه هذه الاستعارة غياب الشخصية المعنية، السحابة الضخمة التي تلون حياة ميريك بالاضطراب، حيث يسعى لمحو آثارها من ذاكرته.
  • كما تم مسح صورة كليمانتس من أرشيف الصور بواسطة قسم الدعاية، بعدما أهداه قبعته في ليلة باردة خلال خطابه من شرفة قصر باروكي في براغ.
  • هنا، يشبه كونديرا محاولات ميريك للانفصال عن زدينا بإجراءات شعبة الدعاية تجاه كليمانتس بعد إعدامه.
  • في الفصل الرابع تحت عنوان “الرسائل المفقودة”، نجد هذه الصورة: “وكنت أخشى أن تحمل زوجها معها مدى الحياة مثل حقيبة اليد”.
  • هنا، يكشف التشبيه عن التباسات العلاقات السابقة والمعاني الكامنة.
  • ثم أحرقت تامينا رماد زوجها، مفضلة نثره في الهواء بدلاً من الاحتفاظ به.
  • في الفصل الثاني “ماما”، نجد صورة بلاغية تشير إلى “فأمسكها كل واحد من ذراعها واضطروا إلى حملها، وإلا لأخذتها الرياح.”، مما يرمز إلى ضعف الشخصية.
  • كما يتضمن الفصل صورة أخرى رائعة، حيث يُشبَّه عالم الأم بالكمثرى: بناءً على رعبها مما يجري في العالم.

الحوار والسرد في كتاب الضحك والنسيان

  • يميل أسلوب الكتاب إلى إيلاء أهمية كبرى للحوار الداخلي للشخصيات.
  • يتسم هذا الحوار بطابع فلسفي عميق يظهر جوانب النفس البشرية.
  • تستخدم الرواية لغة موسيقية خالية من التعقيد، لكنها معبرة وغنية بالرموز.
  • تكشف السرد عن لمحات للعوالم الداخلية للشخصيات وانطباعاتهم عن حياتهم المنفصلة، المليئة بالاغتراب ورغبة العودة إلى الأصل.

شخصيات كتاب الضحك والنسيان

  • كما أشرنا سابقًا، فإن الشخصيات لا تشترك في حبكة أو عقدة سردية موحدة.
  • كل فصل يصلح ليكون مشروعًا روائيًا قائمًا بذاته.
  • ومع ذلك، فإن هذه الشخصيات مرتبطة بمعاناتها الوجودية نتيجة الاضطرابات السياسية المستمرة في البلاد.
  • يبحث ميريك في استرجاع رسائله القديمة من صديقته بعد 25 عامًا من انفصالهما.
  • زدينا، الشخصية من الفصل الأول، هي حبيبة ميريك السابقة وتدعم الحزب الشيوعي.
  • ماركيتا، إحدى الشخصيات في الفصل الثاني، لديها علاقة خاصة مع إيفا.
  • كاريل، في الفصل الثاني، يسعى للتخلص من قوة والدته حتى يشعر بالشفقة عليها عندما تكبر.
  • إيفا، الشخصية المتمردة في الفصل الثاني، ترفض الاعتراف بالقضايا الاجتماعية وتفضل الشغف والصداقة فقط.
  • غابرييل وميشيل، في الفصل الثالث، يحاولان فهم رمزية مسرحية وحيد القرن للكاتب أوجين يونيسكو.
  • السيدة رافائيل، شخصية معلمة في الفصل الثالث، تدرب غابرييل وميشيل على المسرحية.
  • تامينا، في الفصل الرابع، تسعى بشغف لاستعادة مذكراتها من بيت حماتها.
  • هيغو، في الفصل الرابع، تساعد تامينا في العثور على مذكراتها.
  • كريستينا، في الفصل الخامس، تعيش في قرية مع زوجها وابنها، ولها علاقات غير شرعية مع رجال آخرين.
  • يان وإدفيج، من الفصل السابع، يمثلان علاقات تتخللها الشكوك والمشاعر المتضاربة.

آراء النقاد حول رواية كتاب الضحك والنسيان

  • تتباين آراء النقاد بشأن “كتاب الضحك والنسيان”.
  • بعضهم يعتبرها تطورًا في شكل الرواية المعتاد.
  • بينما يرى آخرون عدم ملاءمتها في سياق الأدب الروائي.
  • ويتوقف القارئ عند إبداعات ميلان كونديرا، حيث يتجلى التقاطع بين كتابة الرواية ونقدها.
  • هذه العلاقة تبرز أهمية الإبداع القائم على فعل الخيال.
  • تعتبر رواية كونديرا بمثابة نقاش فلسفي وفني وجوهري.
  • لا تطور كونديرا الموضوعات بشكل هيكلي ضمن العمل الروائي، بل يطيل النقاش من خلال التأملات الفكرية والحقائق التاريخية.
  • تظهر الشخصيات سطحية في تفكيرها وسلوكها، مما يجعل من السهل نسيان التجربة بعد فترة قصيرة من قراءة الكتاب.
  • لا تحجب الرواية جمال الجنس، كما تشتمل على مشاهد تشير إلى مختلف الأجساد، مما يجعل كل جزء من العمل متصلاً ببعضه البعض.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *