اسم أبي هريرة
أبو هريرة، هو عبد الرحمن بن صخر بن ثعلبة، وهو من قبيلة دوس اليمنية. تُعَدّ قبيلة دوس من القبائل القحطانية العريقة، حيث ترجع نسبها إلى دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب. كان اسم أبي هريرة قبل الإسلام عبد شمس، لكن النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- أطلق عليه اسم عبد الرحمن بعد أن أسلم.
أما والدته، فهي ميمونة بنت صخر، التي يُقال أيضًا إنها تُدعى أُميمة. اشتهر أبو هريرة بلقب “أبو هريرة”، حتى أصبح هذا اللقب هو الاسم الأكثر تداولًا له. وحسب رواية، فقد أكرم النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- أبو هريرة بلقبه بعد أن رأى هرة وحملها في كمه، وعلى الرغم من ذلك، قد جاء عنه أنه قال: “لا تُكنُّوني أبا هريرة، فإنَّ رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّمَ كنَّاني أبا هرٍّ، والذكرُ خيرٌ من الأُنْثى”.
تعددت الروايات حول اسم أبي هريرة، حيث وُجدت قرابة الثلاثين اسمًا مختلفًا له، من بينها سَكين ويزيد بن عرقة. أشار تقي الدين القشيري إلى أن أغلب أهل الحديث يُجمِعون على أن اسمه هو عبد الرحمن بن صخر.
نبذة عن أبي هريرة
أدوار أبي هريرة في الإسلام
كان لأبي هريرة -رضي الله عنه- دور بارز في تاريخ الإسلام، ومن أبرز محطاته ما يلي:
- إسلامه: أسلم أبو هريرة -رضي الله عنه- خلال أحداث غزوة خيبر، ويُعتقد أنه أسلم في السنة السابعة من الهجرة، وكان في حوالي الثلاثين من عمره.
- هجرته: هاجر إلى المدينة بعد أن غادر النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى خيبر، ووصل المدينة مع الفجر، حيث صلى خلف سباع بن عرفطة. وعندما علم النبي -عليه الصلاة والسلام- بخبر إسلامه، أعتقه لأجل الله.
- جهاده: لم يُشارك أبو هريرة في غزوة بدر أو أحد أو الخندق، نظرًا لأنه أسلم في وقت متأخر، لكنه لزم النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد إسلامه، وكان معه في غزوة خيبر وما تلاها من معارك. ولدى وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام-، استمر في جهاده، وشارك في حروب الردة تحت خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، وفي معركة اليرموك، حيث كان يحث المجاهدين على الثبات والصبر، ويذكرهم بجنة الشهادة.
شارك أيضًا في فتح إرمينية وجرجان، ووصلت جيوش المسلمين إلى نهر بلنجر في موسكو، بالإضافة إلى المشاركة في الحملات إلى بلاد السند والهند. وفي زمن الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، تم تعيينه أميرًا على البحرين، ولاحقًا كان الخلفاء الأمويون يعتمدون عليه ويستخلفونه أثناء هجرتهم إلى الحج وغيرها.
ملازمة أبي هريرة للنبي وكثرة روايته للحديث
ظل أبو هريرة -رضي الله عنه- ملازمًا للنبي -عليه الصلاة والسلام- بعد إسلامه، سواء في حضرته أو في سفره، وكان من ضمن أهل الصفة، حيث خدم النبي لمدى حبه له. لم يُفارق النبي إلا عندما أُرسل إلى البحرين. كان حريصًا على سماع الحديث وتحقيق الاقتداء بالنبي، وعندما لاحظ النبي حماسه، كان يروي له المزيد من الأحاديث، مما جعله واحدًا من أكثر الصحابة روايةً، حيث روى أكثر من سبعة آلاف حديث. جاء عنه أنه قال: “كنت أبقى مع النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لا أفارقه، وأكتفي من الأكل بما يُشبعني”.
______________________________________________
الهامش
* أهل الصُّفة: هم فقراء المسلمين الذين لم يكن لديهم منازل، وكانوا يتجمعون في مكان مظلل في المسجد النبوي يُعرف بالصُّفة.