نبذة عن حياة ابن عبد البر
الحافظ ابن عبد البر، هو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم القرطبي الأندلسي المالكي، المعروف أيضاً بلقب أبي عمر، وُلد عام 330هـ وتوفي عام 380هـ عن عمر يُناهز خمسين سنة. نشأ ابن عبد البر في نفس الفترة التي كانت فيها عائلته غنية بالفكر والدين، إلا أنه لم يحظَ بالاستماع إلى علم والده عبد الله، الذي كان من الفقهاء المعروفين في زمنه.
بدأ ابن عبد البر رحلته في طلب العلم في سن العشرين تقريباً، وذلك قبل حلول عام 390هـ، حيث أتيحت له فرصة الاستماع إلى كبار الشيوخ والعلماء في عصره. وُلد ابن عبد البر في قرطبة، وقد وافت المنية عام 463هـ في مدينة شاطبة شرق الأندلس، بعد أن عاش تسعاً وتسعين عاماً.
في نشأة ابن عبد البر ومكانته العلمية
نشأ الحافظ ابن عبد البر في بيئة علمية ودينة، فقد كان والده معروفاً بمكانته العليمة وأخلاقه الحميدة، وكان جده زاهداً ومتعبداً، وله إلمام بالعلوم الشرعية. هذه البيئة العامة ساهمت في تهيئة السبل أمام ابن عبد البر للسير في طريق المعرفة.
أظهر ابن عبد البر شغفاً بالعلم والبحث، حيث بدأ بتلاوة القرآن الكريم وحفظ ما يتعين عليه لفهمه، ثم تدرج في دراسة مختلف العلوم. تمكن من الاستفادة من العلماء في قرطبة، التي كانت مركزاً علمياً مرموقاً، مما مكّنه من الاستقلال بعلمه وصار يُعتبر من أعلامه.
أهم مؤلفات ابن عبد البر
ألّف الحافظ ابن عبد البر العديد من المؤلفات، ومن أبرزها:
- الاستيعاب في معرفة الأصحاب.
- التمهيد.
- الاستذكار.
- الإنصاف.
- أدب المجالسة وحمد اللسان.
- الإنباه على قبائل الرواة.
- الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى.
- الانتقاء في فضائل الأئمة الثلاثة الفقهاء.
- الدرر في اختصار المغازي والسير.
- الكافي في فقه أهل المدينة.
- بهجة المجالس وأنس المجالس.
- جامع بيان العلم وفضله.
شيوخ ابن عبد البر وتلاميذه
استفاد ابن عبد البر من علم مجموعة من العلماء، كما كان له العديد من التلاميذ. ومن أبرز شيوخه:
- أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن.
- محمد بن عبد الملك بن ضيفون الرصافي.
- أبو القاسم عبد الوارث بن سفيان بن حبرون.
- ابن أبي الفتح سعيد بن نصر بن عمر بن خلفون.
- ابن الجسور أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد.
- ابن الدبّاغ خلف بن القاسم بن سهل.
- خلف بن سعيد بن أحمد بن محمد الأزدي.
- الحسين بن عبد اللَّه بن يعقوب بن الحسين البجّاني.
أما تلاميذه المتميزون فهم:
- ابن حزم الظاهري، الإمام الحافظ الفقيه المجتهد أبو محمد علي بن أحمد.
- الحافظ أبو عبد اللَّه محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله الظاهري.
- أبو الحسن طاهر بن مفوّز بن أحمد المعافري.
- أبو علي حسين بن محمد بن أحمد الغَسَّاني الجياني.
- أبو بحر الأسدي سفيان بن العاص الأندلسي.
- سليمان بن أبي القاسم نجاح أبو داود.
- الحافظ موسى بن عبد الرحمن بن خلف بن موسى بن أبي تليد.
آراء العلماء في ابن عبد البر
نال الحافظ ابن عبد البر ثناءً كبيراً من أهل العلم، ومن أبرز المقولات عن مكانته:
- قال الحميدي: “أبو عمر فقيه حافظ مكثر، عالم بالقراءات وبالخلاف، وبعلوم الحديث والرجال، قديم السماع، يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي”.
- ذكر أبو علي الغساني: “اجتهد في طلب الحديث، وبزغ برعاً فاق به من سبقوه من رجال الأندلس، ومع معرفته بالعِلم نال شهرة كبيرة”.
- قال أبو القاسم بن بشكوال: “ابن عبد البر إمام عصره، وواحد دهره”.
- وأفاد أبو الوليد الباجي: “لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر بن عبد البر في الحديث، وهو الأقدر في حفظه”.
