تحليل وتفسير إعراب النواسخ الحرفية في اللغة العربية

ما هي النواسخ الحرفية وإعرابها؟

سُميت النواسخ الحرفية بهذا الاسم لأنها تؤثر في حكم المبتدأ والخبر، حيث يُزول حكمهما. يتم ذلك بواسطة حروف معينة استخدمها العرب، لذا أطلق عليها هذا الاسم. فعندما تقول: “محمد صالح”، تحتوي الجملة على مبتدأ وخبر، حيث يكون المبتدأ مرفوعًا بعامل معنوي هو الابتداء، ويكون الخبر مرفوعًا أيضًا.

لكن إذا قلت: “إن محمدًا صالح”، يصبح المبتدأ “محمد” اسمًا للحرف الناسخ “إن” وينصب بسببه، بينما “صالح” يصبح خبر الحرف الناسخ “إن” الذي يتسبب في رفعه.

إعراب إن وأن

تُستخدم الحرفان الناسخان “إن” و”أن” للتوكيد في إسناد الخبر للمبتدأ، مثل قولنا: “إن الجو جميل”، و”علمت أن المطر ساقط”. إعراب كلا الحرفين هو: حرف توكيد ونصب مبني لا محل له من الإعراب.

إعراب لكنّ

الحرف الناسخ “لكن” يُفيد الاستدراك والتوكيد، كما في قولنا: “زيد شجاع لكنه بخيل”. قد يُفهم أنه كريم لأنه شجاع، لكننا استدركنا بقولنا: “لكنه بخيل”. إعراب هذا الحرف هو: حرف استدراك ونصب مبني لا محل له من الإعراب.

إعراب كأن

الحرف الناسخ “كأن” يُفيد تشبيه المؤكد، ويتكون من “إن” و”الكاف”. على سبيل المثال، نقول: “إن عامرًا كالأسد”. ولإبراز التشبيه يمكننا أن نقول: “كأن عامرًا أسد”. إعراب هذا الحرف هو: حرف تشبيه وتوكيد ونصب مبني لا محل له من الإعراب.

إعراب ليت

الحرف الناسخ “ليت” يُفيد التمني، ويُستخدم عادةً لطلب شيء يكون صعب الحصول عليه أو بعيد المنال، كما في قولنا: “ليت لي مليون دينار”، و”ليت الشباب يعود يومًا”. إعراب هذا الحرف هو: حرف تمني ونصب مبني لا محل له من الإعراب.

إعراب لعل

الحرف الناسخ “لعل” يُستخدم للترجي، أو لطلب أمر محبوب، مثل قولنا: “لعل الناجح قادم”، كما يُفيد الإشفاق الذي يدل على الحذر من وقوع مكروه، مثل قولنا: “لعلي مريض بالوباء”. إعراب هذا الحرف هو: حرف ترجي أو إشفاق ونصب مبني لا محل له من الإعراب.

أمثلة على إعراب النواسخ الحرفية

إليكم بعض الأمثلة المتنوعة على النواسخ الحرفية وأسمائها وأخبارها:

• قال المتنبي: وَبَينَنا لَو رَعَيتُم ذاكَ مَعرِفَةٌ ** إِنَّ المَعارِفَ في أَهلِ النُهى ذِمَمُ

إن: حرف توكيد ونصب مبني لا محل له من الإعراب.
المعارف: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
ذمم: خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

• قال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَم بِـأَنَّ اللَّهَ يَرَى}.

أن: حرف توكيد ونصب مبني لا محل له من الإعراب.
“الله”: اسم أن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
يرى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره، والجملة الفعلية في محل رفع خبر أن.

• قال قيس بن الملوح: لكنَّ لي قلباً تّمَلكَهُ الهَوى ** لا العَيشُ يحلُو لَهُ ولا الموتُ يَقْرَبُ

لكن: حرف استدراك ونصب مبني لا محل له من الإعراب.
لي: اللام: حرف جر مبني لا محل له من الإعراب، ياء المتكلم: ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر، وشبه الجملة من الجار والمجرور متعلقة بمحذوف خبر “لكن” مقدم.
قلبًا: اسم لكن مؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

• قال أبو العتاهية: كَأَنَّ عَتّابَةَ مِن حُسنِها ** دُميَةُ قَسٍّ فَتَنَت قَسَّها

كأن: حرف تشبيه وتوكيد ونصب مبني لا محل له من الإعراب.
عتابة: اسم كأن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو ممنوع من الصرف.
دمية: خبر كأن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

• قال تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ}.

ليت: حرف تمني ونصب مبني لا محل له من الإعراب.
قومي: اسم ليت منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منعا من انشغال المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف، وياء المتكلم: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
يعلمون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر “ليت”.

• قال أبو العلاء المعري: لَعَلَّ نُجومَ اللَيلِ تُعمِلُ فِكرَها ** لِتَعلَمَ سِرّاً فَالعُيونُ سَواهِدُ

لعل: حرف ترجي ونصب مبني لا محل له من الإعراب.
نجوم: اسم لعل منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
الليل: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
تعمل: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره هي.
فكرها: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه، والجملة الفعلية في محل رفع خبر لعل.

تمارين على إعراب النواسخ الحرفية

فيما يلي تمارين تطبيقية متنوعة لاستيعاب ما تم توضيحه عن النواسخ الحرفية:

استخرج النواسخ الحرفية وحدد نوعها

أعرب النواسخ الحرفية في الجمل التالية