ما هي الحجامة؟
تعرف الحجامة، في اللغة، على أنها مصدر الفعل “حجم”، وتستخدم للتعبير عن عملية استخراج الدم الفاسد من الجسم باستخدام أداة الحجامة. ومن الناحية الاصطلاحية، تعني القيام بإحداث شقوق سطحية في جلد المريض باستخدام موس أو أداة مشابهة، وذلك بدون الوصول إلى العروق، بهدف إخراج الدم غير السليم من الجسم. وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تشجع على العلاج بالحجامة، من بينها قول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ أمْثَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ.” وأيضاً ما أُثبت عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “حدثني رسول الله عن ليلة أُسري به أنه لم يمر على ملأ من الملائكة إلا وأمروه بأن يُمر أمته بالحجامة.”
يجدر بالذكر أن بعض العلماء يرون أن العلاج بالحجامة ليس من أصول الشريعة، بل هو أمر مستحب يُطبق اقتداءً برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذ كان يعتبر طريقة فعالة للعلاج، وليس وسيلة للتقرب إلى الله -عز وجل-.
المناطق التي احتجم فيها النبي
تثبت السنة النبوية أن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قد احتجم في خمسة مناطق من جسده، وهي كما يلي:
- الرأس: حيث يروي عبد الله بن مالك -رضي الله عنه-: “احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو محرم بلحي جمل في وسط رأسه.”
- الأخدعان والكاهل: إذ يروي أنس بن مالك: “أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم ثلاثاً في الأخدعَين والكاهل”، حيث يشير الأخدعان إلى العرقين الموجودين بجانبي الرقبة، بينما الكاهل هو المنطقة الموجودة بين الكتفين.
- الورك: وذكر جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: “أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على وركه من وثء كان به”، والوثء هو الألم الذي يصيب العضو بدون كسر.
- ظهر القدم: حيث يقول أنس بن مالك: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم على ظهر القدم من وثء كان به.”
أفضل الأوقات للحجامة
تشير عدة أحاديث نبوية إلى الأوقات المثلى للحجامة، التي يفضل فيها أن تكون في النصف الثاني من الشهر الهجري. ومن بين هذه الأحاديث:
- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الأخدعَيْن والكاهل، وكان يحتجم لسبع عشرة، وتسع عشرة، وإحدى وعشرين.”
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشر، وتسع عشر، ويوم إحدى وعشرين.”
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من احتجم لسبع عشر من الشهر، وتسع عشر، وإحدى وعشرين، كان له شفاء من كل داء.”
يتضح من الأحاديث السابقة عدة نقاط مهمة:
- أولاً: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يحتجم في الأيام الفردية من الشهر الهجري، وهي السابع عشر، أو التاسع عشر، أو الحادي والعشرون.
- ثانياً: توافق الأحاديث النبوية مع ما أظهره الطب الحديث من أن أفضل الأوقات للحجامة هي في النصف الثاني من الشهر الهجري، إلا في حالات العلاج عند المرض، حيث يمكن أن تفيد في أي وقت خلال الشهر.