تتميز الدول الاسكندنافية بتشابهها في عناصر الثقافة والتاريخ والحضارة، وقد أطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى الحرف الأول من كل دولة من هذه الدول. في هذا السياق، سنتناول كافة الدول التي تشملها هذه التسمية، لغاتها، وإرثها الثقافي.
الدول الاسكندنافية
تشمل الدول الاسكندنافية كلاً من السويد، الدنمارك، والنرويج، وتشكل معًا شبه الجزيرة الاسكندنافية. تتميز هذه الدول بتقارب حضاري وتاريخي ناتج عن الحضارة الجرمانية الشمالية القديمة التي كانت تسود في المنطقة. وفيما يلي توضيح لكل من هذه الدول:
الدولة السويدية
تعتبر السويد أكبر دول شبه الجزيرة الاسكندنافية من حيث المساحة، إذ تمتد على حوالي مائة وثلاثة وسبعين ألف ميل مربع. تقع بالكامل في الجهة الشرقية من شبه الجزيرة، حيث تفصلها السلسلة الجبلية الاسكندنافية عن فنلندا من جهة الغرب، وتُستخدم حوالي 65% من أراضيها في الأنشطة الزراعية.
تأسست مملكة السويد في نهاية القرن العاشر الميلادي، حيث تولى أول ملك للسويد الحكم عام 970 ميلادي. ويبلغ عدد سكان السويد حوالي عشرة ملايين نسمة.
الدولة النرويجية
تقع النرويج في الجهة الغربية من شبه الجزيرة الاسكندنافية، وتبلغ مساحتها حوالي مائة وثمانية وأربعين ألف ميل مربع. تحدها السويد من الشرق، وتتميز بإطلالتها على العديد من المضائق البحرية.
تاريخيًا، خضعت النرويج لحكم الفايكينغ خلال العصور الوسطى، ثم انتقلت إلى الحكم المسيحي، وواجهت مجموعة من الضغوطات العسكرية التي أدت إلى خضوعها للسيطرة الدنماركية والسويدية. وفي عام 1905، استقلت النرويج عن السويد، ويبلغ عدد سكانها حوالي خمسة ونصف مليون نسمة، مما يجعلها الأقل سكانًا بين الدول الاسكندنافية.
الدولة الدنماركية
تعتبر الدنمارك الأصغر بين الدول الاسكندنافية من حيث المساحة، حيث تبلغ حوالي ستة عشر ألف ميل مربع. تحتوي الدنمارك على شبه جزيرة الجوتلاند و1419 جزيرة متفرقة.
كما تأثرت الدنمارك بحكم الفايكينغ كغيرها من الدول، وتم تأسيس دولة الدنمارك في عام 965 ميلادي. تواجهت الدنمارك مع الكثير من المعارك لتوسيع أراضيها، وقد أعلنت الملكية الدستورية في عام 1849. ويبلغ عدد سكان الدنمارك حالياً حوالي ستة ملايين نسمة، حيث يشكل السكان الأصليون حوالي 87.5% منهم.
قارة أوروبا
تعتبر قارة أوروبا ثاني قارات العالم من حيث حجم المساحة الصغيرة، تحدها قارة آسيا، ويفصل بينهما سلسلة من الجبال وبحار مثل البحر الأسود وبحر قزوين. كما تحدها أيضًا قارة إفريقيا، حيث يفصل بينهما البحر المتوسط. تمتد المساحة الإجمالية لأوروبا إلى نحو عشرة ملايين كيلومتر مربع، ويعيش فيها حوالي 750 مليون نسمة.
تعد أوروبا من أكثر القارات تقدمًا مقارنةً بغيرها، خاصةً في مجالات السياحة، إذ تزخر بمعالم تاريخية وتراثية غنية وأعداد كبيرة من المواقع السياحية. لقد أسست القارة للعديد من حضارات الدول القديمة، وتتميز بتنوع مناخها بين الاستوائي والقطبي.
شبه الجزيرة الاسكندنافية
تُعتبر شبه الجزيرة الاسكندنافية من المناطق البارزة في القارة الأوروبية، إذ توجد في شمالها وهي الأكبر من نوعها في القارة. تحدها من جهة الجنوب بحر بارنتس، بينما تحدها من الشرق الخليق البوثنيا والبحر البلطيق. يتقاسمها مع شبه الجزيرة كاتيجات وسكاجيراك، وتمتد حدودها الغربية على مسافة تصل إلى 1850 كيلومترًا، وتبلغ المساحة الإجمالية لها حوالي سبعمائة وخمسين ألف كيلومتر مربع.
تحتوي هذه الجزيرة على الدول المذكورة سابقًا، وهي الدنمارك، النرويج والسويد، حيث يشتركون جميعًا في تراث ثقافي وتاريخ مشترك. شهدت شبه الجزيرة حروبًا عديدة ومرور حضارات متعددة، وشهدت الكثير من المراحل التاريخية الفريدة على مر العصور.
تعتبر شبه الجزيرة الاسكندنافية موطنًا لأقدم التسجيلات البشرية، حيث تم اكتشاف آثار تعود إلى حوالي اثني عشر ألف سنة. يفضل معظم سكانها العيش في المناطق الجنوبية نظرًا لاعتدال المناخ وكثرة الأراضي الزراعية فيها.
الدول الاسكندنافية عبر التاريخ
مرت الدول الاسكندنافية بتطورات متعددة على مر العصور. كان السكان القدماء يتصفون بسمات السامية، وهم السكان الأصليون لشمال أوروبا، خصوصًا شبه جزيرة اسكندنافيا. مع بروز الفايكينغ في عام 793 ميلادي، بدأ هؤلاء في استيطان الأراضي.
مع حلول عام 800 ميلادي، بدأ الفايكينغ غزواتهم على مناطق شاسعة في أوروبا وشرق المتوسط. انتشرت معتقداتهم الدينية وأساطيرهم في الدول الاسكندنافية القديمة، لكن بعد هزيمتهم على يد بريطانيا في عام 1066 ميلادي، انتهى عصر الفايكينغ.
تبع ذلك انتشار المسيحية حيث أسهم الوافدون من الدول المجاورة في نشر الدين المسيحي حتى أصبح الدين الرسمي في الدول الاسكندنافية. خلال العصور الوسطى، نشأت العديد من التحولات التي وادت لتوحيد الدول الاسكندنافية تحت حكم واحد، عُرف باتحاد كالمار. لكن لم يكتب النجاح لهذا الاتحاد، حيث اندلعت المعارك بين الدول لتفكيك الكيان الموحد.
نتيجة لذلك، انتعشت قوة الدولة السويدية، بينما تعرضت الدنمارك للضعف نتيجة حروب كالمار والمشاركة في الحربين العالميتين الأولى والثانية. رغم ذلك، استطاعت هذه الدول الازدهار والنمو سريعًا لتصبح بين أكثر دول العالم تقدمًا.
جغرافية دول شبه الجزيرة الاسكندنافية
تتميز الجغرافيا في دول شبه الجزيرة الاسكندنافية بتنوعها؛ من مضائق النرويج إلى سلسلة الجبال الاسكندنافية والمناطق المنخفضة للدنمارك. كما تتميز المناخات في هذه الدول بتنوع كبير، حيث تمتد بعض الأجزاء شمال دائرة القطب الشمالي وهو ما يمنحها خصائص مناخية قطبية.
تُعتبر المناطق الغربية من الدول الاسكندنافية الأكثر ازدحامًا بالسكان وتتميز بمناخ معتدل، بينما سجّلت أقصى درجات الحرارة في ماليلا بسويد حيث بلغت 38 درجة مئوية، في حين كانت أقل درجات الحرارة في فوجاتجولم، والتي سجلت -65 درجة مئوية. يتأثر مناخ شبه الجزيرة الاسكندنافية أيضًا بسلسلة جبال الاسكندنافية وجبال الألب.