فن الإتيكيت: كيفية التعامل بلباقة مع الآخرين

فن التعامل مع الآخرين

يُعتبر فن التعامل مع الآخرين من المواضيع الجوهرية التي تهم جميع شعوب العالم، بما في ذلك الثقافات الغربية والشعوب الإسلامية. لقد قام الغربيون بإقامة معاهد متخصصة لدراسة المهارات الاجتماعية وطرق تعزيز الثقة بالنفس، في حين يسلط الدين الإسلامي الضوء على آداب التعامل المستمدة من سيرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

مفهوم الإتيكيت

يمكن تعريف الإتيكيت كأحد أوجه آداب السلوك الاجتماعي، والذي يشمل حسن المعاشرة، والممارسات الإيجابية، والتصرف بلباقة، والمجاملة. يتضمن الإتيكيت مجموعة من القواعد التي تنظم تفاعلات وسلوكيات الفرد مع الآخرين، مما يُساهم في تحسين جودة الحياة وخلق انطباع إيجابي عن الشخص لدى الآخرين.

إتيكيت التعامل مع الآخرين

ينقسم إتيكيت التعامل مع الآخرين إلى عدة أقسام، تتضمن:

إتيكيت التحية والمصافحة

يتعرض الأفراد لمواقف يومية تتطلب تقديم المجاملات، سواء خلال المناسبات أو المواقف اليومية. تشمل هذه المواقف إلقاء التحية أو التعارف أو تقديم الآخرين. لضمان التصرف السليم في هذه الحالات، يجب مراعاة النقاط التالية:

  • إتيكيت التحية: تعتبر التحية بداية التواصل مع الآخرين، وتظهر عندما يبدأ أحد الأفراد بالتحية عند اللقاء أو التعارف أو عبر الهاتف. تعكس التحية الحفاوة والود، ويُعزز ذلك بابتسامة لطيفة، وقد حثّ الإسلام على ردّ التحية ونشرها. تشمل آداب التحية ما يلي:
    • تقديم التحية من القادم للمقيم، ومن المارّ للجالس.
    • الرد على التحية بأدب.
    • إلقاء التحية قبل البدء في الحديث، وعند الانتهاء منه.
    • ابتداء الصغير بتحية الكبير، والقليل بالكثير، والفرد بالجماعة.
    • الابتسام عند إلقاء التحية.
    • الاقتراب عند التحية.
  • إتيكيت المصافحة: تعتبر المصافحة مكملاً للتحية؛ إذ تعبر عن الترحيب وتترك انطباعاً إيجابياً. يجب أن تكون المصافحة بجميع راحة اليد وليس فقط باستخدام أطراف الأصابع. من قواعد المصافحة:
    • بدء المصافحة من الشخص القادم، وتقديم الشخصيات البارزة أولاً.
    • تجنب المصافحة فوق الأيدي الأخرى.
    • إزالة القفاز عند المصافحة.
    • المحافظة على مدة المصافحة قصيرة، وعدم احتجاز يد الشخص لفترة طويلة.
    • تقديم المصافحة بلطف وعدم الضغط على اليد.
    • الحفاظ على المسافة المناسبة عند المصافحة.

إتيكيت التقديم والتعارف

تتنوع المواقف التي تتم فيها عملية التعارف بين الأفراد، وتبدأ عند لقاء شخص بشخص آخر لأول مرة. يمكن أحد الأشخاص من تقديمهم لبعضهم البعض. هناك مجموعة من القواعد للتعارف، وهي:

  • تقديم الضيوف من خلال الشخص الداعي، مع ذكر الأسماء أو المراكز الاجتماعية.
  • تقديم الرجل للسيدة.
  • تقديم السيدة للرجل الأكبر سناً.
  • تقديم الشخص الأصغر سناً للشخص الأكبر، إلا إذا كان الصغير في وضع مرموق.
  • نهوض السيدة عند التعارف إذا كانت جالسة.
  • نهوض الرجل إذا كان جالساً.
  • استخدام عبارات تنم عن الحفاوة عند التعريف مثل “أود” أو “يُشرفني”.
  • ذكر الأسماء مرة واحدة دون تكرار.

إتيكيت الحديث والاستماع

يُعتبر الحديث والاستماع من المهارات الأساسية في عملية الاتصال. الاحترام واللياقة لهما دور كبير في نجاح هذا التفاعل الاجتماعي. هناك مجموعة من الآداب المتعلقة بإتيكيت الحديث والاستماع:

  • إتيكيت الحديث: يُعتبر الحديث وسيلة للتواصل الفعّال، لكن استخدامه بشكل غير صحيح قد يؤدي إلى تأثير سلبي على العلاقات. تشمل قواعد الحديث اللبق:
    • بدء الحديث بالتحية والترحيب.
    • تجنب الحديث بسرعة، واعتماد وتيرة معتدلة.
    • ترك مسافة محترمة بين المتحدث والمستمع.
    • تجنب مقاطعة الحديث إلا في الحالات الضرورية.
    • عدم التحدث عن الذات بشكل مفرط.
    • تجنب التصنع أو التظاهر أثناء الحديث.
    • اختيار كلمات مناسبة وفقاً للمناسبة.
    • تجاهل الأخطاء البسيطة عند التحدث.
    • الاعتراف بالأخطاء عند حدوثها.
    • تجنب العبارات الجارحة، والتفكير جيداً قبل الكلام.
    • استخدام عبارات تُظهر الأدب والذوق.
    • عدم التحدث أثناء وجود طعام في الفم.
    • تجنب التحدث بلغة أجنبية إذا لم يكن المعنيون يتحدثون بها.
    • تجنب احتكار الحديث.
    • التوجه بالنظرات نحو الشخص المُتحدث معه، أو توزيع الأنظار عند الحديث مع مجموعة.
    • التحدث بوضوح وبصوت معتدل.
    • تجنب رفع الكلفة مع الآخرين.
    • التحكم في حركات الجسم أثناء الحديث.
    • تجنب الكذب.
  • إتيكيت الاستماع: ترتبط قدرة الشخص على الاستماع بقدرته على الحديث. يجب على المستمع التركيز في حديث المتحدث لتمكنه من المشاركة بفاعلية. تشمل آداب الاستماع:
    • الاستماع بعناية، حيث إن المستمع الجيد يكون متحدثًا جيدًا.
    • تجنب تصحيح أخطاء المتحدث أمام الآخرين.
    • عدم الاستفسار بشكل مفرط.
    • عدم تقديم النصائح إلا إذا طُلِبت.
    • مشاركة القليل من الحديث عند الضرورة.
    • طرح أسئلة تعكس اهتمام المستمع بالموضوع المطروح.

نصائح إضافية للتعامل مع الآخرين بإتيكيت

المجاملة والاحترام

من الضروري الالتزام بعدة خطوات عند التفاعل مع الآخرين، مع تطبيق القاعدة الأساسية التي تدعو إلى معاملة الآخرين بالطريقة التي نرغب في أن نُعامل بها. من الأمثلة العملية على ذلك: المبادرة مساعد شخص محتاج، وتقديم المقعد لشخص مسن في وسائل النقل العامة، وتجنب انشغال الهاتف أو الكتابة أثناء الحديث مع الآخرين.

تذكّر أسماء الأشخاص

تذكّر اسم الشخص الذي تتحدث معه يُعد من الأسس الجوهرية لإتيكيت التعامل. يُظهر ذلك الاهتمام بالفرد الآخر، ويُعتبر من الأمور التي يُقدّرها عموم الناس، حيث يستحق الجهد المبذول لتذكّر الأسماء، سواء في الحديث الشخصي أو في الأعمال التجارية.

الابتسامة

تُعدّ الابتسامة وسيلة سهلة وفعّالة لإظهار انفتاح الشخص اجتماعيًا، وهي من الأساليب المتبعة للتعامل بأدب مع الآخرين وكسب محباتهم. ابتسامة الشخص تعطي انطباعاً بأنه ودود وسعيد بلقاء الآخرين.

استخدام لغة الجسد

تلعب لغة الجسد دوراً هاماً في تعزيز التواصل أثناء التحدث، حيث تُساعد في تقليل الفجوة بين الشخصين. من المهم أيضاً المحافظة على التواصل البصري مع المتحدث، وذلك عبر النظر مباشرة إلى عينيه بدلاً من تشتيت النظر لأمور أخرى، مما يُظهر اهتمامك بما يتحدث عنه.

فيديو الورود كـ “هدية غير لائقة”

هل يمكن أن تكون باقة الورد “هدية غير لائقة”! تابع الفيديو لتكتشف أغرب قواعد السلوك والإتيكيت المتعارف عليها في جميع أنحاء العالم:

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *