استقلال مصر عن الدولة العثمانية في القرن الثامن عشر

استقلال مصر عن الدولة العثمانية في عام 1769

في عام 1768، اتخذ علي بك خطوات لتعزيز سلطته في مصر خلال فترة الحرب بين الدولة العثمانية وروسيا، والتي استمرت ثماني سنوات. استغل علي بك انشغال القوات العثمانية بالحرب وعدم تدخلها في الشؤون المصرية، فاتصل بالوالي العثماني راقم محمد باشا وأبلغه بعدم الحاجة إلى إرسال أي والٍ آخر إلى مصر من قبل الأستانة.

بعد ذلك، أعلن علي بك توقف مصر عن تنفيذ القرار العثماني الخاص بإرسال أموال الضرائب المصرية إلى مكة والمدينة سنوياً، وهو ما أثار استنكار الأستانة واعتبر بمثابة تمرد على سلطة الباب العالي. عقب ذلك، أعلن علي بك بشكل رسمي استقلال مصر عن العثمانيين، وأصدر قراراً بصك العملة الرسمية للبلاد، التي تحمل اسمه.

الغزو العثماني لمصر

في مطلع القرن السادس عشر، استطاعت الدولة العثمانية فرض سيطرتها العسكرية على بلاد الشام ومصر، وذلك عقب نهاية الحرب العثمانية المملوكية من عام 1516到 1517. وأسست العثمانيون إيالة في مصر استمرت من عام 1517 حتى عام 1867، حيث كانت الإيالة تُعتبر أكبر الوحدات الإدارية والعسكرية في تنظيم القوات العثمانية.

شهدت مصر تحديات كبيرة في السيطرة عليها من قبل السلاطين العثمانيين، بسبب هيمنة المماليك وقدرتهم على إدارة الدولة وحمايتها سياسياً وجغرافياً. بدأت عملية الغزو عندما تولى خاير بك والي حلب ولاية مصر، حيث قام بإلغاء النظام الإقطاعي للمماليك وأرسل حصاد القمح إلى مكة والمدينة بجانب الضرائب التي جُمعت.

عين خاير بك جنوداً من قوات المشاة والفرسان لحماية أسوار القاهرة وبناء القلعة كمقر للوالي العثماني. في عام 1522، انتقلت الولاية إلى أحمد باشا الذي أعلن السلطنة في مصر، ولكن اغتيل بعد عامين من توليه الحكم، ليخلفه الوزير إبراهيم باشا الذي شكّل أول حكومة عسكرية عثمانية وقسّم مصر إلى أربع عشرة محافظة تحت سيطرة الضباط العثمانيين.

مظاهر الحياة السياسية في مصر خلال العصر العثماني

بعد الفتح العثماني لمصر عام 1517 بفضل جهود السلطان سليم الأول، اختار الاحتفاظ ببعض القوى المملوكية للاستفادة منها إدارياً. كان للمماليك خبرة كبيرة في الحكم، مما جعلهم قوة مساعدة للباشا العثماني في مصر، خصوصاً في مواجهة تمردات البدو.

قبل مغادرته، عيّن السلطان سليم خاير بك الأمير المملوكي حاكماً لمصر عام 1517، حيث ساهم الأخير في دعم العثمانيين ضد المماليك الآخرين. أراد السلطان سليم ضمان ولاء مصر للحكم العثماني، فقام بتشكيل حامية عثمانية تحت قيادة بعض القادة، وأسس مجلساً لمساعدة خاير بك في إدارة البلاد.

بعد مغادرة السلطان سليم، قدّم خاير بك الأمان للمماليك الهاربين، وتعاون معهم في قمع الانكشارية والسباهية الذين تمردوا على أوامر السلطان. استُخدم المماليك لموازنة القوة بين الانكشارية والسباهية، مما أدى إلى حدوث منافسات وصراعات بين الطرفين.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *