تأثير الكحول على جسم الإنسان يُعتبر من المخاطر الكبيرة الناتجة عن تناول المشروبات الكحولية، حيث يكمن الخطر الرئيسي في عدم إدراك الشخص لمدى الكمية المناسبة التي يُمكن تناولها بشكل يومي.
فضلاً عن جهلهم بالكمية التي تصل إلى الكبد وبقية أعضاء الجسم، تتجلى مخاطر الكحول في عدم قدرة الجسم على استيعاب كل الكميات الكبيرة التي تُدخل إليه.
أضرار الكحول على الكبد
يمثل الكبد العنصر الحيوي المسؤول عن التخلص من السموم في الجسم، بالإضافة إلى تأدية العديد من المهام الأخرى.
يساهم في أكثر من 90 عملية حيوية متنوعة، وتكون أضرار الكحول خطيرة على الكبد نظراً لأن خلاياه تُعتبر غير قادرة على التجديد بنفس السرعة.
وفي حالة استهلاك الكحول، تتجه هذه المكونات إلى الكبد لتصفية السموم، مما يؤدي إلى موت خلاياه، مما يستدعي الإصابة بأمراض الكبد المختلفة.
مراحل الإصابة بالأمراض الكبدية
تحظى الإصابة بأمراض الكبد بتقسيم إلى ثلاث مراحل بناءً على كمية الكحول المستهلكة، وهي كالتالي:
مرحلة الكبد الدهني الكحولي
- الاستهلاك القصير المدى للكحول يؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد، ولكنها تعتبر مرحلة آمنة، حيث يعود الكبد إلى طبيعته بعد التوقف عن الشرب.
مرحلة الالتهاب الكبدي الكحولي
- يحدث التهاب في أنسجة الكبد نتيجة استهلاك كميات كبيرة من الكحول على مدى قصير أو الانغماس في الشرب لفترات طويلة.
- تكون هذه المرحلة قابلة للعلاج، ولكن إذا استمرت لفترة طويلة، فقد تؤدي إلى الوفاة.
مرحلة تليف الكبد
- تُعتبر هذه المرحلة الأخيرة من مشكلات الكبد الناتجة عن شرب الكحول، حيث يكون الكبد في حالة مشوهة.
- يمكن أن يساعد التوقف عن شرب الكحول في هذه المرحلة على زيادة مدة حياة المريض، ولكنه لا يعالج المرض نهائيًا.
أعراض إصابة الكبد
- الشعور بالضعف العام والإرهاق المستمر.
- التقيؤ المصحوب بدم، ويظهر ذلك في المراحل المتأخرة من الإصابة.
- زيادة عدد ساعات النوم.
- فقدان كبير للوزن وفقدان الشهية.
- الإصابة بالصفراء، مما يظهر على العينين والجلد.
تأثير الكحول على الجهاز العصبي
يُظهر تأثير الكحول على الجهاز العصبي لدى النساء بشكل أكبر مقارنة بالرجال، وقد أظهرت الدراسات أن شرب حوالي 14 كوبًا من الكحول أسبوعيًا يعكس انخفاضًا في متوسط حجم الدماغ.
وتُشير النتائج إلى أن حجم الضرر لدى النساء يكون أكبر بنسبة تصل إلى 1.6% مقارنة بالذين لا يتناولونه.
تأثير الكحول على الفص الأمامي من المخ
عند تعرض هذا الجزء من المخ للإصابة، يواجه الشخص صعوبة في اتخاذ القرارات بشكل سليم، إذ يُعتبر مسؤولًا عن جميع المشاعر والأحاسيس، بالإضافة إلى التحكم في الأفعال السلوكية.
تأثير الكحول على الجسم الثفني في المخ
يتأثر تنسيق المخ عند التلف في هذا الجزء، حيث إنه الرابط بين نصفي المخ بواسطة الألياف العصبية.
تأثير الكحول على المخيخ
تؤدي إصابة المخيخ إلى الشعور بالغثيان والدوار، بالإضافة إلى رعشة في الأطراف وفقدان القدرة على التوازن، مما يؤثر سلبًا على القدرة على النطق بشكل واضح، لأن هذا الجزء هو المسؤول عن توازن الجسم وحركة العضلات.
أضرار الكحول على القلب
- يُسجل شرب الكحول تأثيرًا بالغًا على قدرة القلب على الانقباض، حيث إن تناول 3 أكواب يوميًا يسبب انخفاضًا في كمية الدم التي يضخها القلب في الدقيقة.
- هذا الانخفاض قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.
- يسبب الكحول اضطرابات في نظام كهربة القلب، مما يعوق انتظام عمله وقد يؤدي إلى الوفاة.
- يؤدي الكحول أيضًا إلى تراكم الدهون في القلب، حيث تتجمع في جدران الشرايين، مما يزيد من خطر تصلب الشرايين والجلطات القلبية.
- يسبب نقص البروتينات اللازمة لبناء عضلات القلب، مما يضعف هذه العضلات.
- يسبب اختلال وظائف القلب نتيجة تراكم الصوديوم وتدني مستويات البوتاسيوم والفوسفات.
علاج الكبد من الكحول
العلاج الفعّال الوحيد لأضرار الكبد ناجم عن التوقف التام عن شرب الكحول، وعلى الرغم من عدم توفر أي علاج طبي للمُتعاطين، فإن الامتناع يحمي الكبد ويقلل من مخاطر تطور الأمراض.
في حالات الإصابة الخطيرة، قد يتطلب الأمر زراعة الكبد كحل نهائي.
انسحاب الكحول من الدم
يُعتبر الإقلاع عن شرب الكحول خطوة حاسمة في حياة الشخص المدمن.
لكن هذه الخطوة قد تصحبها أعراض انسحابية نتيجة لما يتعرض له الجسم من تغييرات، مثل الرعشة، والتعرق الغزير، والقلق، والهلوسة.
من المهم أن نلاحظ أن هذه الأعراض تظهر خلال 6 إلى 48 ساعة بعد الإقلاع، وقد تصل ذروتها بين 24 إلى 35 ساعة بعد الانقطاع.