ابن نُباتة المصري
وُلِد ابن نُباتة؛ الشاعر المصري جمال الدين محمد بن محمد في العاصمة القاهرة عام 686 هجرياً. كرّس حياته في طلب العلم ودراسة الأدب، كما أنه اهتم بقراءة الشعر ونظمه حتى أصبحت أعماله تعتبر من أبرز أعمال الشعراء المصريين. يُذكر أنه لم يضاهِه أي شاعر آخر في أسلوب التصوير، وانسجام العبارات، ورقة الألفاظ بعده. تُوفي في عام 768 هجرياً.
الحياة العلمية والعملية لابن نُباتة
نشأ ابن نُباتة في مصر ضمن عائلة تعشق العلم؛ حيث كان والده وجده عالِمين بارزين من علماء مصر، مما ترك تأثيراً بالغاً على نشأته العلمية. أظهر ابن نُباتة اهتماماً كبيراً بعلوم الحديث الشريف والأدب، ودرسها تحت إشراف كبار الشيوخ وعلماء عصره، مثل شهاب الدين غازي، والأديب السراج الوراق، والقاضي الفاضل، والحمامي. بدأ يكتب الشعر في سن الرابعة عشرة، وواصل توسيع معرفته وأدبه حتى أصبح واحداً من أشهر الأدباء في مصر خلال تلك الفترة.
بعد أن أتم مرحلة الطفولة والشباب في مصر، انتقل ابن نُباتة إلى الشام حوالي عام 716 هجرياً، حيث تنقل بين دمشق وحلب وحماة. قضى في الشام قرابة خمسين عاماً، خلال تلك الفترة استطاع توثيق علاقاته مع العديد من الأدباء والعلماء، ومدح الملوك والوزراء والقادة، ما أكسبه مكانة مرموقة وشهرة واسعة. في عام 761 هجرياً، عاد إلى مصر بتوجيه من الناصر حسن، حيث عاش في بلده حتى الوفاة عن عمر يناهز 82 عاماً.
مؤلفات ابن نُباتة
قبل وفاته، قام الشاعر ابن نُباتة بتأليف العديد من الكتب، وفيما يلي أبرز هذه المؤلفات:
- ديوان شعره الذي طُبع في مصر.
- كتاب (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون): وهو يتضمن شرحاً للرسالة الموجهة من ابن زيدون إلى ابن جهور، الذي يُعتبر أحد ملوك الطوائف، وهذا الكتاب دليل على إلمام الشاعر بالتاريخ.
- كتاب (خطب ابن نُباتة): ويشتمل على مجموعة من الخطب المنبرية التي يُلقيها أئمة المساجد في يوم الجمعة.
- رسالة (المناظرة بين السيف والقلم): وهي نمط أدبي شهير في المشرق، حيث يعقد ابن نُباتة مناظرة بين السيف والقلم، موضحاً حال كل منهما.