مصبّ نهر الزرقاء
ينبع نهر الزرقاء من منطقة رأس العين في العاصمة الأردنية عمان، حيث يتجه شرقًا نحو عين غزال، ثم إلى منطقة الرصيفة قبل أن يصل إلى مدينة الزرقاء. في مدينة الزرقاء، ينحني النهر ليغير اتجاهه نحو الغرب، ويواصل جريانه حتى يصل إلى وادي الأردن، ويمتد عبر جرش ليصب في سد الملط طلال داخل بحيرة جرش.
سبب التسمية
هناك تفسيران رئيسيان لسبب تسمية النهر باسم الزرقاء. أولاً، يعود أصل الكلمة “زرقاء” إلى اللغة الأكادية، حيث تعني منطقة المياه، وقد تغيرت عبر العصور وتكيّفت مع اللغات واللهجات التي مرت على المنطقة. أما التفسير الآخر، فيشير إلى أن العرب القدماء أطلقوا عليه هذا الاسم بسبب لون مياهه الزرقاء الجميل. ومن المعروف أن النهر قد تم تسميته بأسماء مختلفة على مر العصور؛ فقد أطلق عليه الرومان والصليبيون اسم نهر التمساح، في حين أطلق التجار العرب الذين كانوا يعبرونه خلال رحلتهم إلى الشام عليه اسم نهر أسود الزرقاء. كما يعرفه السكان المحليون باسم نهر المسبعة، وذلك نسبة إلى السباع التي كانت تعيش بالقرب منه. وقد تم ذكر نهر الزرقاء في التوراة باسم نهر يبوق.
الأهمية الجغرافية
يعد نهر الزرقاء هو النهر الثاني الأكبر في الأردن، حيث يمتد لمسافة حوالي 70 كم، ويتراوح عرضه بين 7-10 أمتار في بعض المناطق. يحتل النهر المرتبة الثالثة من حيث تصريف المياه سنويًا، حيث يصل متوسط تصريفه إلى حوالي 83 مليون متر مكعب سنويًا، في حين يقدر المعدل الثابت بنحو 38 مليون متر مكعب من تصريفه السنوي.
أقسامه
تصل المساحة الإجمالية لحوض نهر الزرقاء حوالي 3150 كم مربع، ويسكن ضفافه أكثر من ثلثي السكان في الأردن. يتم تقسيمه حسب المنطقة السكنية إلى ثلاثة أحواض رئيسة:
- الحوض العلوي: تبلغ مساحته الإجمالية 1732 كم مربع، ويقع ضمن حدود الأردن 17 كم مربع فقط.
- حوض عمان- الزرقاء: يتميز بكثافة سكانية كبيرة وعدد من المصانع التي تستفيد من مياهه، وتبلغ مساحته 600 كم مربع.
- الحوض السفلي: يكثر في هذا الحوض الأراضي الزراعية الخصبة، ومتوسط التعداد السكاني فيه، حيث تبلغ مساحته 825 كم مربع.
أدى الاستنزاف المفرط للموارد المائية الجوفية المغذية لنهر الزرقاء إلى انخفاض مستوى المياه في بعض تفرعاته، بل وجفاف البعض الآخر. كما ساهم ذلك في تدهور نوعية المياه الجارية، وزيادة ملوحة المياه الجوفية الموردة للنهر وتلوثها.