الشاعر صلاح جاهين
وُلد الشاعر محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي، المعروف باسم صلاح جاهين، في 25 من ديسمبر عام 1930، في شارع جميل باشا بشبرا. لم يكن جاهين شاعرًا فقط، بل كان أيضًا رسامًا وممثلًا. ساهم في تأليف العديد من الأفلام المصرية الشهيرة مثل: “هو وهي”، “المتوحشة”، و”عودة الابن الضال”. كما عمل ككاتب في مجلات وصحف عدة. في هذا المقال، نستعرض مجموعة من أشعاره التي تتميز بتنوع موضوعاتها ولغتها باللهجة العامية المصرية.
أشعار صلاح جاهين
نقدم لكم مقتطفات من بعض قصائد صلاح جاهين:
خرج ابن آدم من العدم قلت: ياه
رجع ابن آدم للعدم قلت: ياه
تراب بيحيا … وحي بيصير تراب
الأصل هو الموت ولا الحياة؟
عجبي !!!
ضريح رخام فيه السعيد اندفن
وحفرة فيها الشريد من غير كفن
مريت عليهم .. قلت يا للعجب
لاتنين ريحتهم لها نفس العفن
عجبي !!!
أنا شاب لكن عمري ألف عام
وحيد لكن بين ضلوعي زحام
خايف ولكن خوفي مني أنا
أخرس ولكن قلبي مليان كلام
عجبي !!!!
يا باب يا مقفول … إمتي الدخول
صبرت ياما واللي يصبر ينول
دقيت سنين … والرد يرجع لي: مين؟
لو كنت عارف مين أنا كنت أقول
عجبي !!!
علم اللوع أضخم كتاب في الأرض
بس اللي يغلط فيه يجيبه الأرض
أما الصراحة فأمرها ساهل
لكن لا تجلب المال ولا تصون العرض
عجبي !!!
لا تجبر الإنسان ولا تخيره
يكفيه ما فيه من عقل بيحيره
اللي النهاردة بيطلبه ويرتضيه
هو اللي بكره ها يشتهي يغيره
عجبي!!
يا قرص شمس ما لهش قبة سما
يا ورد من غير أرض شب ونما
يا أي معنى جميل سمعنا عليه
الخلق ليه عايشين حياة مؤلمة
عجبي !!!
شاف الطبيب جرحي وصف له الأمل
وعطاني منه مقام يا دوب ما اندمل
مجروح جديد يا طبيب وجرحي لهيب
ودواك فرغ مني …. وإيه العمل
عجبي !!!
أعرف عيون هي الجمال والحسن
واعرف عيون تاخد القلوب بالحضن
وعيون مخيفة وقاسية وعيون كتير
وباحس فيهم كلهم بالحزن
عجبي !!
إيش تطلبي يا نفس فوق كل ده
حظك بيضحك وانتي متنكده
ردت قالت لي النفس: قول للبشر
ما يبصوليش بعيون حزينة كده
عجبي !!
إنسان أيا إنسان ما أجهلك
ما أتفهك في الكون وما أضألك
شمس وقمر وسدوم وملايين نجوم
وفاكرها يا موهوم مخلوقة لك
عجبي !!
النور ملو الشوارع
ومليون راديو والع
الساعة اتنين صباحا
لكن إيه الموانع ! ..
الخلق رايحة جايه
والدنيا لسه حيه
مليانة بالهأَو أَو
وزعيق القهوجية
واحد يقول لواحد:
خليك يا عم قاعد
التاني يقول له:
شكرًا
ده أنا من المغرب مواعد
فيه سهرة لسه عندي
فى بيت فلان أفندي
ح ناكل حاجة حلوة
ونشرب تمر هندي
واللى تروح دالقة جردل
فوق حضرة المبجل
طبعًا صاحبنا يزعل
وينفجر شتايم
والحي كله يوصل
ما بين مصلح ولايم
اللى يقول: يا جماعة
واللى يقول: يا بهايم
ومطرب الإذاعة
يصرخ، وف وجده هايم
ولو طرطقت ودنك ،
فى وسط دي العظايم،
تسمع مسحراتي،
بطبلة صوتها واطي،
بيقول:
اصحى يا نايم…
مصر النسيم في الليالي وبياعين الفل
ومرايه بهتانه ع القهوة .. أزورها .. وأطل
ألقى النديم طل من مطرح منا طليت
وألقاها برواز معلق عندنا في البيت
فيه القمر مصطفى كامل حبيب الكل
المصري باشا بشواربه اللي ما عرفوا الذل
ومصر فوق في الفراندة واسمها جولييت
ولما جيت بعد روميو بربع قرن بكيت
ومسحت دموعي في كمي ومن ساعتها وعيت
على اسم مصر
مصر السما الفزدقي وعصافير معدية
والقلة مملية ع الشباك .. مندية
والجد قاعد مربع يقرا في الجرنال
الكاتب المصري ذاته مندمج في مقال
ومصر قدامه اكتر كلمة مقرية
قريتها من قبل ما اكتب اسمي بإيديا
ورسمتها في الخيال على أبدع الأشكال
ونزلت أيام صبايا طفت كل مجال
زي المنادي وفؤادي يرتجف بجلال
على اسم مصر
أبادر
أغادر
أخاطر
أسافر
ولـكـن إلى أيـن .. لـيس يـهـم
إلى حيث لا تعبـر الأفـق شمس
إلى القـطب .. أو حلقة الاستواء ..
إلى حـيث يـسمـع لـلجـن همس
إلى بـاطـن الأرض أو في الـفضـاء
إلى مرفـأ الغـد .. أو أرض أمس
أرى كل شيء ومن أين جاء
وافعل ما قاله القدماء
من الفقراء
أو الحكماء
أو الأمراء
أو الأشقياء أو البلهاء فليس يهم
لقد قيل وهو الكلام المهم
اللي يعيش ياما يشوف
واللي يمشي يشوف اكتر
شفت الجبرتي بحرافيش الحسين وبولاق
بان البلد ماشي زي النمس في الأسواق
بالفلاحين ع المداخل من بعيد وقريب
بالأرنؤوط بالشراكسة بكل صنف عجيب
مترصصين سور رهيب مزراق في ريح مزراق
كأنهم لا بشـر ولا خلقـة الخـلاق
ومصر فلاحة تزرق بين رقيب ورقيب
من غير أبو الهول ما ينهض ناهضة شايله حليب
والصبح بدري الجبرتي ينام وقلمه يسيب
على اسم مصر