يحتاج كل مسلم إلى فهم شامل لجميع أركان الإسلام ليتمكن من الالتزام بها وتنفيذها بشكل صحيح. ومن المهم أن تعمل الأسر على تعريف الأطفال بأركان الإسلام منذ صغرهم، مما يساعدهم على الإدراك والفهم الكامل لتلك الأركان من البداية.
تتواجد بعض الكتب، ومقاطع الفيديو، والأناشيد الدينية التي تسهم في تسهيل حفظ وفهم أركان الإسلام لدى الأطفال من خلال صيغة ممتعة ومبسطة.
تتضمن هذه الموارد محتويات ثابتة ومتحركة بالإضافة إلى مصطلحات سهلة، مما يسهل على الأطفال التعرف على أركان الإسلام بشكل كامل. من خلال هذا المقال، سنناقش أركان الإسلام الخمسة بطريقة موجهة للأطفال.
أركان الإسلام الخمسة
تتضمن أركان الإسلام الخمسة التي ينبغي على كل مسلم، سواء كان بالغًا أو صغيرًا، معرفتها والتقيد بها. يُنظر إلى هذه الأركان كاختيار أساسي لتنفيذ تعاليم الدين كما أمرنا الله سبحانه وتعالى. وقد تم إيضاح هذه الأركان من خلال الحديث النبوي الشريف.
حيث ورد عن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بني الإسلام على خمس”.
تشمل هذه الأركان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً. من خلال هذا الحديث النبوي، يجب على كل مسلم الالتزام بشكل كامل بهذه الأركان الخمسة، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا.
لكن يمكن تبسيط الأمور للأطفال من خلال الأناشيد الدينية والوسائل التعليمية الأخرى، مما يمكنهم من فهم أركان الإسلام الخمسة منذ نشأتهم.
الشهادتين
تعتبر الشهادتان علامة على التوحيد ودخول الفرد في دين الإسلام. فبمجرد إخلاص النية والتصديق على وحدانية الله والنطق بالشهادتين، يصبح الإنسان مسلمًا مُلتزمًا بتعاليم دينه.
تنقسم الشهادتان إلى قسمين، الأول “لا إله إلا الله”، ويعني أن يكون الشخص صافي النية ومتأكدًا في قلبه أنه لا يوجد إله إلا الله سبحانه وتعالى. ويشترط نطق الشهادة باللسان.
أما القسم الثاني “أشهد أن محمدًا رسول الله”، فيتحدث عن الرسل الذين أرسلوا من الله لإرشاد الناس، ولكن خاتم النبيين هو الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
لذلك يجب الالتزام باتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بوضوح وعدم اتباع أي سنة أخرى. فقد أوجب الله على المؤمنين اتباع سنة رسول الله كما ورد في قوله “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”.
الصلاة
تُعتبر الصلاة من الأسس الرئيسية في الإسلام، وهي عمود الدين.
حيث تُعتبر الصلاة أول ما يُحاسب عليه الفرد يوم القيامة، ويُحاسب الفرد على كل صلاة لم يُؤدِّها.
إنها أول بوابة للحساب يوم القيامة، فإذا فاز الفرد بحسابه عن الصلاة، فستُقبل أعماله الأخرى.
تفرض على المسلمين خمس صلوات في اليوم، ويُعتبر أداؤها فرضًا واجبًا باستثناء حالات خاصة كما هو الحال مع ذوي الاحتياجات الخاصة أو المرضى أو النساء خلال فترة الحيض.
يتواجد أيضًا صلوات تكملية اختيارية، تُؤدى تطوعًا للاقتراب من الله. وتوجه الرسول إلى أهمية أداء الصلاة بالشكل الصحيح، مُشيرًا إلى أن “صلوا كما رأيتموني أصلي”.
الزكاة
تعتبر الزكاة فريضة فرضها الله تطهيرًا للنفس ومنعًا للبخل، لمساعدة المسلمين المحتاجين.
تُفرض الزكاة على الأفراد الذين يمتلكون ما يعادل 85 جرامًا من الذهب.
تعتبر الزكاة طهارة كما ورد في قوله تعالى “خذوا من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها”.
وتُحتسب الزكاة التي يدفعها المسلمون على أساس نسبة 2.5% من قيمة الأموال لديهم على مدار عام قمري كامل، ويُحدد لها ثمانية مصارف، كما ورد في قوله تعالى “إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم”.
الصوم
صوم شهر رمضان هو عبادة مميزة، ويعتبر هذا الشهر من أشهر الرحمة والمغفرة.
يجب على المسلمين الصوم إلا لمن لديه عذر مقبول، مثل المرض أو السفر، كما ورد في قوله “من كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر”.
في حال إفطار المسلم في رمضان لغير الأسباب المشروعة، فإن عليه كفارة صيام. يُمكن للمريض أو السائح أو المرأة في فترة الحيض صيام الأيام التي فاتهم في أوقات لاحقة.
حج البيت
يعد الحج أحد أركان الإسلام الأساسية وهو مُفترض فقط للمقتدرين.
كما قال الله تعالى “ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً”.
الحج يعني زيارة بيت الله الحرام (الكعبة الشريفة)، وهو أول منزل وُضع للناس. ويجب على المسلمين المقتدرين بدنيًا وماليًا أداء فريضة الحج.
تشمل مناسك الحج العديد من الإجراءات التي يجب اتباعها، منها الطهارة والوقوف بجبل عرفات والدعاء في هذا اليوم المبارك، ورمي الجمرات، والطواف حول الكعبة، والصلاة في حجر سيدنا إبراهيم.
يحصل المسلمون على الكثير من الحسنات خلال الحج، ويُغفر لهم جميع خطاياهم، ويعود المسلم من الحج كما وُلدته أمه طاهرًا من جميع الذنوب.
