هجرة الطيور في ظل انخفاض درجات الحرارة
تعد هجرة الطيور ظاهرة طبيعية تحدث لأسباب متعددة، تشمل التكاثر، والنمو، والبحث عن الغذاء، وكذلك تجنب الظروف المناخية القاسية. وتمتد هذه الهجرة على مدار العام، حيث تتم مرتين في السنة، الأولى في فصل الربيع والثانية في فصل الخريف.
تميل الطيور إلى البحث عن بيئات دافئة وآمنة، حيث تتوفر فيها مصادر الغذاء وموارد التزاوج، وهو ما يتواجد في نصف الكرة الجنوبي والمناطق الاستوائية. إن التغيرات الطفيفة في طول الأيام من شهر لآخر تتيح للطيور القدرة على العثور على الغذاء بشكل مستمر طوال العام.
يعتبر وجود ضوء النهار لفترة طويلة في بعض المناطق ميزة كبيرة، حيث يوفر للطيور وقتاً كافياً لتناول الطعام، مما يقلل من حاجتها للانتقال إلى مناطق أخرى بحثًا عن الغذاء.
تمتاز كل نوع من الطيور بنمط هجرة خاص. فبعضها يسير في خط مستقيم نحو وجهتها الجديدة، بينما يتبع البعض الآخر معالم محددة. من الجدير بالذكر أن بعض الطيور تفضل التحليق فوق اليابسة في حين يختار آخرون عبور المسالات المائية؛ بينما يتبع البعض مسارات متطابقة في كل من الذهاب والعودة.
في المقابل، يعتمد آخرون طرقاً مختلفة تماماً عن الطريق الذي جاءوا به. من السهل التعرف على المعالم التي تستعين بها الطيور في توجيهها، مثل الخطوط الساحلية أو الأنهار، أو حتى استخدام معالم من صنع الإنسان كطرق النقل والسكك الحديدية.
تمتلك الطيور مجموعة متنوعة من الوسائل التي تسهل تنقلها، مثل حاسة الشم وحقول المغناطيسية. فيما يلي قائمة ببعض الطيور التي تهاجر خلال فصل الشتاء:
- الطيور ذات الأجنحة الحمراء.
- طائر اللابوينجر.
- طيور الحقول.
- طيور البط.
- طيور الإوز.
آليات تحديد الطيور لوجهتها
تتبع الطيور المهاجرة مسارات محددة، وغالباً ما تكون هذه المسارات واضحة وطويلة. تسافر معظم الطيور المهاجرة عبر مسارات هوائية واسعة، وفي بعض الأحيان تتجمع أعداد كبيرة منها في مناطق شاسعة، مما ينتج عنه تشكيل جبهة عريضة تمتد عبر مئات الأميال.
تتأثر هجرة الطيور بالعديد من العوامل، بما في ذلك نظم الأنهار، الوديان، والشواطئ، فضلاً عن الظروف الإيكولوجية. كما تعتمد أيضًا على الأحوال الجوية، إذ يميل بعض الطيور إلى تغيير اتجاه هجرتها وفقًا لاتجاه الرياح وقوتها.
تهاجر مجموعة واسعة من أنواع الطيور آلاف الكيلومترات سنويًا بحثًا عن الظروف المناخية الأكثر ملاءمة والغذاء. في فصل الربيع، تصل الطيور إلى المناطق المعتدلة حيث تكون موارد الغذاء وفيرة، وتتمكن من بناء أعشاشها بأمان. أما في فصل الخريف، فإنها تتجه نحو خطوط العرض الأكثر دفئًا بحثًا عن مصادر غذاءها وأنماط الطقس الأكثر راحة.
تُعتبر الأعضاء الفردية للطيور مُساهمة حيوية في قدرتها على التوجيه، إذ تتفاعل عيون الطائر مع أجزاء من دماغه تُعرف باسم الكتلة، والتي تساعد في تحديد اتجاه الشمال. كما تلعب كميات صغيرة من الحديد داخل الخلايا العصبية للأذن الداخلية دورًا حيويًا في هذا التحديد.
من المثير للذكر أن منقار الطائر يُسهم أيضًا في توجيه الطيور، إذ يُتيح لهم تحديد مواقعهم بدقة. بعض الباحثين يقترحون أن الطيور تستطيع “شم” طريقها خلال مسارات هجرتها، وذلك بفضل العصب المُرتبط بين منقار الطائر ودماغه، وهو ما يُساعد الطائر على تقييم موقعه بدقة.
أنماط هجرة الطيور
على الرغم من انتشار الهجرة بين العديد من أنواع الطيور، إلا أن هناك بعض الأنواع التي لا تهاجر. كما أنه في بعض الأنواع، لا تهاجر جميع الفئات أو الأفراد. على سبيل المثال، تُقيم بعض الطيور في الجزر البريطانية طوال العام ولا تهاجر، بينما تُظهر مجموعات أخرى أنماطاً من الهجرة الجزئية.
تقوم أنواع أخرى من الطيور بالهجرة للابتعاد عن الشتاء إلى مناطق أكثر دفئًا. غالباً ما تهاجر الطيور التي تعيش في البيئات الموسمية، مثل تندرا القطب الشمالي، حيث يبرز الاختلاف الكبير في الإمدادات الغذائية على مدار العام، حيث تكون هذه الإمدادات وفيرة في الصيف وتصبح نادرة خلال فصل الشتاء.