الإنجازات البارزة للعلماء المسلمين في مجال الطب
شهدت العصور الوسطى في العالم الإسلامي تميز بعض من أبرز المفكرين في ميدان الطب، حيث أحرزوا تقدمًا ملحوظًا في مجالي الجراحة والتشخيص الطبي، وقدموا إسهامات رائعة أهمها:
- إنشاء المستشفيات وتدريب الكوادر الطبية
أسس الطبيب الإسلامي الشهير الرازي المستشفى الأوديدي ببغداد في الثمانينيات من القرن السادس، الذي يُعتبر من أوائل المراكز الطبية في بلاد فارس. وقد أدار هذا المستشفى أكثر من عشرين طبيبًا، وكانت المستشفيات الإسلامية رائدة في تطبيق المطهرات مثل الكحول، الخل، وماء الورد لتعقيم الجروح.
- اكتشاف الدورة الدموية وعلم التشريح
كان ابن النفيس أول من اكتشف أن القلب يتكون من نصفين، وأن الدم يجب أن يمر عبر الرئتين أثناء انتقاله من جانب القلب إلى الآخر. بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أهمية التشريح كأداة للتعلم عن تفاصيل الجسم ووظائفه.
- الاعتراف بوجود الأمراض المعدية
تناول الطب الإسلامي القضايا المتعلقة بالأمراض المعدية، حيث اعترف بتفشي الجذام، الجدري، والأمراض المنقولة جنسياً. ومن بين هؤلاء، أضاف ابن سينا مرض السل وقدم وصفًا دقيقًا لطرق انتشار الأمراض المعدية والتدابير الوقائية اللازمة.
- التطورات في الجراحة والأدوات الطبية
أسس الزهراوي، الطبيب العربي من القرن العاشر، أسس الجراحة في الأندلس بمدينة قرطبة، حيث كان طبيبًا للخليفة الحكم الثاني، وقد قام باختراع أكثر من 200 أداة جراحية، ولا يزال العديد منها مستعملًا حتى يومنا هذا، مثل الملقط والمناظير.
- تطوير الصيدليات
ركز الصيادلة المسلمون على البحث التجريبي، مستفيدين من المواد التي أبدت نتائج إيجابية على صحة المرضى. وتوصل علماء مثل الرازي وابن سينا إلى العديد من المركبات العلاجية التي شكلت أساسًا للصيدلية الإسلامية.
العالم الإسلامي أبو بكر الرازي
أبو بكر الرازي، الطبيب والفيلسوف والكيميائي والصيدلاني، عاش بين عامي 865 و935. يُعتبر أحد الرواد في مجال الطب حيث كان أول من ميز بين مرض الحصبة والجدري، بالإضافة إلى اكتشاف عدة مركبات كيميائية، مثل الكيروسين.
ويمثل الرازي أيضًا النقطة الأولى في تاريخ الطب التي اهتمت بعلم المناعة والحساسية، حيث كان له الفضل في اكتشاف الربو التحسسي، كما عرف الحمى كوسيلة دفاعية للجسم. عمل ككبير الأطباء في مستشفيات بغداد، وترك إرثًا علميًا ثريًا يتمثل في أكثر من 200 كتاب ومقال.
العالم الإسلامي ابن سينا
يعتبر ابن سينا واحدًا من أشهر الشخصيات في الطب الحديث، حيث وُصف بأنه أب الطب الحديث المبكر في أوروبا خلال العصور الوسطى. بدأ دراسته للطب منذ سن 13 عامًا.
مارس الطب في سن 16، ومن أهم إنجازاته التعرف على إمكانية انتقال الأمراض عبر الهواء، كما كان الأول في تحديد الفرق بين شلل الوجه المركزي والمحيطي، وقام بأبحاث رائدة في مجال الطب النفسي.