يعتبر الإنسان خليفة الله في الأرض، حيث منح الله له العقل الذي يميزه عن بقية المخلوقات، مما أتاح له اكتساب العلوم والمعرفة الحديثة. بالإضافة إلى ذلك، قد وهبه الله الروح، التي تعتبر هبة إلهية تساعد الإنسان على الارتقاء بنفسه والسعي في تحقيق أهدافه وغاياته في الحياة.
في هذا المقال، سنستعرض معًا ما هي مظاهر التكريم التي حظي بها الإنسان من قبل الله.
الغاية من خلق الإنسان
- من الضروري أن نفهم أن خلق الله للإنسان له أهداف متعددة، حيث أن الغرض الأساسي هو عبادة الله. وقد جاء في كتابه العزيز: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). لذا، يجب على الإنسان أولاً أن يعرف الله جيدًا، ويؤمن به، ويدرك قيمته الحقيقية.
- إذا كان الإنسان غير مدرك لذلك أو كفر بالله، فإنه لن يتمكن من عبادته. وأيضًا، إذا كانت معرفته بالله خاطئة أو غير دقيقة، فلن يستطيع عبادته بالشكل الصحيح.
- ومع ذلك، ليس من الصعب أن يعلم الإنسان كيف يعيش، وكيف يخلق، وكيف يموت. يتعين عليه استكشاف محيطه والتأمل في المجرات، والقمر، والكواكب، وغيرها، لأن جميع هذه الظواهر تدل على وجود خالق عظيم. لذا عليه أن يفكر في كيفية إبداع الخالق في كل ذلك.
- كل هذه المسائل تؤكد أن هذا الكون له خالق واحد عظيم، وأن التكريمات التي منحها الله للإنسان تحمل معانٍ وأهداف عظيمة، فالذي يخلق تلك الروائع لن يبدع شيئًا بلا فائدة.
يمكنكم الاطلاع أيضًا على:
بماذا كرم الله الإنسان؟
- قبل أن نستعرض ما كرم الله به الإنسان، يجب أن نوضح أن الله قد سخر له كل ما حوله، بالإضافة إلى منح الإنسان القدرة على استخدام عقله لتجاوز التحديات التي تواجهه في حياته.
- كما أن الإنسان قادر على التعلم الذاتي وتطوير أساليبه التعليمية لتحقيق الأهداف التي خُلق من أجلها.
- ومن أعظم مظاهر التكريم أن الله منح الإنسان القدرة على التفكير والاختراع وتطوير الوسائل، بالإضافة إلى الاستفادة من خبرات الآخرين، مما يعزز ارتباطه بالله عز وجل ويساعده على تقوية روحه وزيادة إنسانيته.
- كما يساهم هذا في تعزيز الصلة بين الإنسان وخالقه، مما يعمق من شعوره بالمسؤولية.
- كذلك، من مظاهر تكريم الله للإنسان هو تسخير جميع المخلوقات لخدمته، مما يجعله مسؤولًا عن رعايتها وإدارة شؤونها.
- كما أتاح الله للإنسان التنقل بسهولة بين البر والبحر والجو من أجل استغلال وقته في كل ما هو مفيد.
- وهناك أيضًا التكريم الذي يتمثل في قدرة الإنسان على التساؤل حول المسائل الميتافيزيقية والوجودية، مما قد يجعله في حالة من التأمل حول مصيره.
- وهذا يدفعه للاستعداد لتلك اللحظة ويجعله واعيًا بما يواجهه في حياته.
- وقد منح الله الإنسان كذلك العلوم التي تساعده في بدء حياته وفهمها، وجعل جميع المخلوقات يمكنها السجود له، بحيث من يمتنع عن ذلك يعاقب.
- على الرغم من كل تلك التكريمات التي منحها الله للإنسان، إلا أن بعض الأفراد يظهرون الطغيان والتكبر، مما يجعلهم يجهلون قيمة تلك النعم والحقائق.
- كما أن هناك من لم يحقق ما يريده الله منه، ويظهر ذلك في الأفعال الإجرامية التي يرتكبها الإنسان بحق أخيه، مما يعد دليلاً على أن الشر الذي يكمن في الإنسان قد يسيطر على تفكيره ويجعل وعيه بعيدًا عن حقيقة هدفه من الخلق ومن الحياة التي وهبها الله له.
اقرأ أيضًا: