يعد الزحف العمراني واحدًا من الظواهر البيئية الهامة، حيث يتمثل في إزالة الأراضي الزراعية (إزالة الطبقة الصالحة للزراعة) وتحويلها إلى مناطق سكنية. يحدث هذا التوسع العمراني غالبًا بدافع من الطموحات الشخصية ورغبة المستثمرين في تحقيق أرباح مالية، بالإضافة إلى الزيادة السكانية المستمرة.
تعريف الزحف العمراني
- يمثل الزحف العمراني الزيادة في عدد السكان في المناطق البعيدة عن المدن والتي عادة ما تكون ذات كثافة سكانية منخفضة.
- يعتبره علماء الاجتماع جزءًا من التطور الطبيعي للعملية الحضرية وزيادة الكثافة السكانية.
- تبنى تلك المجتمعات بشكل رئيسي على البناء الأحادي الغرض وتعتمد على التنقل بالسيارات، وتتضمن عدة تعريفات فرعية ترتبط به.
أسباب الزحف العمراني
- يعتبر العديد من الباحثين أن الزحف العمراني هو نتيجة طبيعية لظواهر مثل التمدن وزيادة الهجرة الداخلية ونمو عدد المواليد.
- تُعتبر هذه الأسباب شائعة ويمكن ملاحظتها في مجتمعات مختلفة.
- تؤدي الأجور المنخفضة إلى تشجيع الأفراد على الابتعاد عن مراكز المدن بحثًا عن تكاليف سكن أقل في المناطق القريبة.
- هناك اختلاف ملحوظ بين الضرائب المفروضة في مراكز المدينة والمناطق القريبة منها، مما يسهل الطلب على السكن في المناطق النائية.
- يعتبر هذا الخيار الأنسب للأسر ذات الدخل المحدود، حتى مع وجود نقص في بعض الخدمات العامة، وذلك لأنهم يتوقعون تحسن الوضع بمرور الوقت وزيادة الخدمات المتاحة.
الزحف العمراني وتأثيراته على البيئة
زيادة تلوث الهواء
- يُعتبر الزحف العمراني مسببا لزيادة عدد وسائل النقل والسيارات، مما يؤدي إلى تفاقم تلوث الهواء.
- تتطور هذه المشكلة أحيانًا لتصل إلى درجات عالية مثل السحب السوداء.
- تشهد العديد من المدن، مثل نيو مكسيكو وبكين، ومن بينها القاهرة الكبرى، مستويات مرتفعة من التلوث.
- تعتبر القاهرة مثالًا بارزًا على تأثير الزحف العمراني على جودة الهواء، حيث ارتبطت بالزيادة السكانية بين مناطقها ومناطق الجيزة عن طريق نظام النقل العام.
- تنتج عوادم السيارات والحافلات أكثر من 12 مليار باوند من المواد الكيميائية السامة سنويًا.
- أي ما يعادل حوالي 50 باوند من الانبعاثات لكل فرد، مما يؤثر سلبًا على صحة الإنسان.
- هذا التعرض قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان وغيرها من الأمراض المهددة للحياة.
تلوث المياه
- يمتد تأثير الزحف العمراني إلى المياه عن طريق تسرب الملوثات، كعوادم السيارات والمواد الكيميائية، إلى البحيرات والأنهار.
- يساهم هذا الزحف أيضًا في زيادة وجود المعادن الثقيلة ومخلفات الحيوانات.
- يجلب المواد الكيميائية والوقود إلى الأراضي الخضراء، ما يؤدي إلى تلوث المياه.
- يتحول التلوث الهوائي بمرور الوقت إلى تلوث مائي، حيث يعد النيتروجين من أخطر العناصر الملوثة.
- على سبيل المثال، تسرب النيتروجين بنسبة 33% في خليج شبابيكي بأمريكا، بينما النسبة المتبقية تنتشر في الهواء.
- هذا يؤدي بشكل عام إلى تلوث 40% من البحيرات والأنهار القريبة.
- يسبب الزحف العمراني أيضًا تدمير الأراضي الرطبة، التي تُعتبر مهمة في عملية تصفية الملوثات.
- تؤدي العمليات العمرانية إلى فقدان 100,000 فدان من الأراضي الرطبة سنويًا، والتي تمتلك القدرة على تصفية 90% من الملوثات المتسربة.
الزحف العمراني واستهلاك المياه
- تُعد الزيادة في استهلاك المياه إحدى المشكلات الكبرى الناجمة عن الزحف العمراني، والتي قد لا يدركها السكان أو المسؤولون في بعض الدول.
- يستطيع سكان الضواحى استهلاك نفس كمية المياه التي يستهلكها سكان المدن، لكن في الواقع يحتاج هؤلاء السكان إلى كميات أكبر لأسباب متعددة.
- تتطلب القيادة العالية للمركبات في الضواحى غسيلًا متكررًا، مما يزيد من استهلاك المياه.
- يستغل العديد من السكان الأراضي الواسعة لتربية الحيوانات مثل الماعز والدجاج، مما يتطلب كميات ضخمة من الماء، فضلا عن الاستهلاك المرتفع للمياه في الزراعة.
- بالإضافة إلى ذلك، يستمتع الأغنياء بأقصى درجات الاستهلاك من المياه في الأنشطة الترفيهية مثل حمامات السباحة.
تأثير الزحف السكاني على صحة المواطنين
- يظهر تأثير واضح وكبير للزحف العمراني على سكان الضواحى، خاصةً في المناطق التي لم يتم تخطيطها بشكل جيد.
- ترتبط نسبة السمنة المتزايدة في صفوف سكان الضواحى باستخدامهم للوسائل النقلية بشكل مفرط، نتيجة لافتقارهم إلى المرافق القريبة.
مخاطر الزحف العمراني وتأثيره على المواطنين والأراضي الزراعية
- مما يؤدي إلى نقص المساحات الخضراء، وهو بداية التصحر.
- تؤدي قلة المساحات المزروعة إلى زيادة معدلات التلوث.
- يتعرض الزحف العمراني الأراضي الزراعية للتآكل والانجراف مما يضعف جودة التربة، مما ينعكس سلبًا على الاقتصاد الوطني.
عوامل الزحف العمراني
تتعدد الأسباب أو العوامل التي تؤدي إلى الزحف العمراني، وتشمل:
- انخفاض أسعار الأراضي: تؤدي الأسعار المنخفضة في الضواحي البعيدة إلى جذب المزيد من المواطنين لشرائها وبنائها، مما يساهم في إيجاد أزمة الزحف.
- ارتفاع مستوى المعيشة: يؤدي ازدياد متوسط دخل الأسر إلى قدرة الأفراد على دفع المزيد من المال للانتقال إلى المناطق البعيدة.
- غياب التخطيط الحضري: حب البحث عن السكون يجعل الناس يتجهون بعيدًا عن المدن، ويجبرهم الفشل في التخطيط على الانتقال لمناطق جديدة.
- معدلات الضرائب: تفضيل السكان الانتقال إلى الضواحي لتجنب الضرائب المرتفعة في المدن.
- الكثافة السكانية: زيادة السكان تؤدي إلى انتشار الأشخاص في المناطق النائية.
- تفضيلات المستهلكين: يفضل الأغنياء بناء منازل كبيرة مع حدائق وشرفات، مما يدفعهم للبحث في المناطق ذات الكثافة المنخفضة.
الزحف العمراني: تهديد للبيئة
- نواجه فقدان الموارد الطبيعية نتيجة الزحف، حيث تتعرض الحياة البرية والنباتات، خصوصًا النادرة، للخطر.
- تتقلص الأراضي الزراعية باستمرار بسبب هذا الزحف.
- على سبيل المثال، شهدت ولاية ويسكونسن في أمريكا انخفاضًا بنسبة 32.6% في المناطق الزراعية بين عامي 1950 و2002 بسبب الزحف العمراني.
- تؤدي التوسعات العمرانية إلى إزالة الغابات، وعوضًا عن دعم الزراعة، يتم تحسين الطرق.