أين تقع بلدة عمورية التاريخية؟

معركة عمورية

تُعرف معركة عمورية بأنها واحدة من المعارك الهامة التي وقعت في عام 223 هجرية، وتحديدًا في شهر رمضان المبارك. وكان طرفا النزاع في هذه المعركة هما الخلافة العباسية الإسلامية والإمبراطورية البيزنطية. وقد تولى قيادة الجيش العباسي الخليفة المعتصم بالله، بينما كان قائد الجيش البيزنطي هو توفيل بن ميخائيل، الوريث للأسرة العمورية.

كانت الأسباب المباشرة لهذه المعركة، وفقًا للسجلات التاريخية، تتمثل في سعي الخليفة العباسي للانتقام من الهجمات التي شنتها الإمبراطورية البيزنطية على بعض المناطق العربية، ومن بينهم الهجوم الذي قامت به القوى البيزنطية بقيادة الإمبراطور ثيوفيلوس، حيث استهدفت المدينة العربية زبطرة وملطيّة، مما أسفر عن تدميرهما واحتجاز عدد من النساء. وعند علم الخليفة المعتصم بهذه الحادثة، اتخذ قرارًا بالثأر من المعتدين، فجمع جيشًا كبيرًا وواسعًا، ثم وجه أحد قادته المعروف بالأفشين إلى سروج في تركيا لتجميع القوات واختيار القادة، حتى وصلوا إلى نهر اللامس في شهر رجب من نفس العام.

وفي شهر شعبان، دارت معركتان مهمتان وهما: معركة دزمون ومعركة آيزن، بين توفيل بن ميخائيل والأفشين، حيث تمكن جيش الأفشين من تحقيق انتصار كبير، مما أجبر توفيل على الهرب إلى القسطنطينية.

دخلت الجيوش إلى عمورية في الخامس من رمضان، ووصل الخليفة المعتصم بعد يوم واحد فقط. استمر حصار المدينة نحو أحد عشر يومًا، حيث استطاع جيش المعتصم استغلال ثغرة في سور المدينة واستخدام المنجنيق لاقتحامه. وبفضل هذه الاستراتيجية، حقق الجيش انتصارًا ساحقًا، وحقق غنائم كبيرة ومتعددة، في حين أصيب توفيل بمرض شديد نتيجة للمواجهات الحاسمة. وقد خلد الشاعر أبو تمام هذه المعركة في قصيدة مشهورة له، افتتحها بالبيت التالي:

السيف أصدق أنباءً من الكتب

في حدّه الحد بين الجد واللعب

بيض الصفائح لا سود الصفائح في

متونهنّ جلاء الشك والرتب

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *