أساليب البلاغة المستخدمة في قصيدة “قذى بعينك”

أساليب البلاغة في قصيدة “قذى بعينك”

تعبّر الخنساء في مرثيتها عن حزنها العميق على أخيها، مستخدمةً مجموعة من الأساليب البلاغية التي تضيف تأثيراً عاطفياً على القصيدة. فيما يلي نستعرض بعضًا منها:

التصريع

تقول الخنساء:

قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ

أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ

يمكننا ملاحظة وجود توافق بين شطري البيت الأول في الحرف الأخير (عوار/ الدار).

التشبيه

تقول الخنساء:

  • كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت

فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ

هنا، تشبّه الخنساء دموعها التي تنهمر على خديها كالمطر الغزير.

  • وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ

كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ

لقد شبهت أخاها صخرًا بجبل يُستند إليه للهدى في الطريق.

الاستعارة

تقول الخنساء:

مَشى السَبَنتى إِلى هَيجاءَ مُعضِلَةٍ

لَهُ سِلاحانِ أَنيابٌ وَأَظفارُ

هنا نجد استعارةً تصريحية، حيث شبهت الخنساء أخاها صخرًا بالنمر، مع حذف المشبّه وذكر المشبّه به، وذلك لدلالة على قوته وشجاعته.

الكناية

تقول الخنساء:

  • وَلا تَراهُ وَما في البَيتِ يَأكُلُهُ

لَكِنَّهُ بارِزٌ بِالصَحنِ مِهمارُ

وَإِنَّ صَخراً لَوالِينا وَسَيِّدُنا

وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ

توجد العديد من الكنايات التي تعكس كرمه، منها (بِالصَحنِ مِهمارُ) مما يشير إلى كثرة ما يقدم من طعام للضيوف، و(إِذا نَشتو لَنَحّارُ) التي تعبر عن توفر الخير في فصل الشتاء.

  • حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ

شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ

استخدام تعبير (حمال ألوية) يعد كناية عن بأسه، كما أن (هباط أودية) تشير إلى كثرة تنقلاته في المعارك.

  • نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ

فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ

تشير الكناية في (نَحّار راغِيَةٍ) إلى كرم أخيها في ذبح الناقة لإكرام الضيوف.

  • تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت

وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستار

وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا

وَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُ

تشير الكناية (ودونه من جديد الترب أستار) إلى وفاته الحديثة، أما (إِذا جاعوا لعقّار) فتتحدث عن كرم أخيها عندما يعاني قومه من الجوع.

الطباق

تقول الخنساء:

  • يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني

صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ

ينعكس الطباق من خلال الكلمتين (إحلاء وإمرار).

  • تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت

فَإِنَّما هِيَ إِقبالٌ وَإِدبارُ

هنا أيضًا يظهر الطباق في (إقبال وإدبار).

  • وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ

لَها حَنينانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ

الطباق يتجلى بين (إعلان وإسرار).

  • صُلبُ النَحيزةِ وَهّابٌ إِذا مَنَعوا

وَفي الحُروبِ جَريءُ الصَدرِ مِهصارُ

تظهر الكلمتان (وهاب / منعوا) كعلامة على الطباق.

حسن التقسيم

تقول الخنساء:

حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ

شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ

يمكن ملاحظة تقسيم هذا البيت إلى جمل متساوية في الطول والإيقاع، مما يعكس حسن تقسيمها.

المفارقة في قصيدة “قذى بعينيك أم بالعين عوار”

تقول الخنساء:

جَهمُ المُحَيّا تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ

آباؤُهُ مِن طِوالِ السَمكِ أَحرارُ

عندما وصفت الشاعرة أخاها بــ(جهم المحيا) تشير إلى عابس الوجه، ثم تتناقض ذلك مع وصفه لاحقاً بــ(تُضيء الليل صورته)، مما يحقق مفارقة مثيرة في المعنى.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *