أبرز روّاد علم الاجتماع
أوغست كونت
وُلِد الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت، المعروف بلقب أب علم الاجتماع، في مدينة مونبلييه، فرنسا، يوم 19 يناير عام 1798م. كان والده الكونت لويس كونت مسؤولًا عن الضرائب، ووالدته روزالي بوير، وكانا من العائلات ذات الانتماء الملكي الكاثوليكي حتى الثورة الفرنسية. نتيجة لهذه الأحداث، بدأ كونت بتحويل وجهة نظره، حيث ابتعد عن الكاثوليكية الروحانية. ومن أبرز إسهاماته في علم الاجتماع:
- كان أول من عرّف علم الاجتماع كعلم يهتم بالمجتمع والسلوك البشري.
- أسس “الفيزياء الاجتماعية” كعلم جديد، وميز بين الاستاتيكا الاجتماعية (تثبيت القوى الاجتماعية) والديناميكية الاجتماعية (عوامل التغير الاجتماعي).
- أصدر سلسلة من 6 مجلدات تحت عنوان الفلسفة الإيجابية، تتناول قوانين المجتمع مثلما يتناولها عالم الفيزياء.
- كتب “برنامج العمل العلمي لإعادة تنظيم المجتمع” في عام 1822م.
- حدد ثلاث طرق لاكتشاف القوانين الثابتة في الطبيعة والمجتمع: الملاحظة، التجربة، والمقارنة.
- ابتكر قانون المراحل الثلاث، التي تشمل المرحلة اللاهوتية، الميتافيزيقية، والإيجابية.
- حدد الفروقات بين الإحصاءات الاجتماعية والديناميات الاجتماعية، وأعاد تعريفها كالبنية الاجتماعية والتغيير الاجتماعي.
- عزز مفهوم الوظيفة الهيكلية.
- حاول دمج النظرية مع الممارسة.
- أدخل رؤية اجتماعية شاملة للدراسات الإنسانية خلال القرن التاسع عشر.
ألبيون سمول
وُلِد ألبيون سمول في باكفيلد عام 1854م. التحق بكلية كولبي عام 1881م، حيث درس التاريخ والاقتصاد السياسي. أبدى سمول اهتمامًا مبكرًا بعلم الاجتماع، تأثرًا بالمعايير الأخلاقية في عائلته، التي نظر من خلالها إلى علم الاجتماع كعلم ذو طابع أخلاقي. بعد دراسته المتقدمة في الاقتصاد والتاريخ في جامعة هوبكنز، حصل على الدكتوراه عام 1889م. من أهم إنجازاته في علم الاجتماع:
- تولى رئاسة كلية كولبي عام 1889م.
- قدم دورة علم الاجتماع التي كانت واحدة من أولى الدورات في هذا المجال في الولايات المتحدة، بدلاً من دورة الفلسفة الأخلاقية.
- نشر كتابه “مقدمة لعلم الاجتماع” عام 1890م، الذي ضم مفكرين ومؤرخين اجتماعيين ألمان.
- أسس قسم علم الاجتماع في جامعة شيكاغو عام 1892م.
إميل دوركايم
وُلِد إميل دوركايم في لورين، فرنسا، عام 1858م. التحق بمدرسة الأساتذة العليا في باريس، وعُيّن في جامعة بوردو عام 1887م حيث بدأ تدريس الفلسفة والتربية الأخلاقية. كان له إسهامات مشهودة في تطوير علم الاجتماع من أبرزها:
- ألف مجموعة من الكتب المهمة، منها:
- تقسيم العمل في المجتمع عام 1893م.
- قواعد الأسلوب الاجتماعي عام 1895م.
- الانتحار عام 1897م.
- الأشكال البدائية للحياة الدينية عام 1912م.
- ميز بين علم الاجتماع ونظريات الفلسفة والاقتصاد والنفس.
- بحث في الحقائق الاجتماعية وصفات الجماعات والأفراد.
- ناقش خصائص الوجود الجماعي عبر الدين والهياكل الحضرية والنظم القانونية.
- أسس قسم علم الاجتماع في جامعة بوردو وجامعة لاني سوسيولوجيك عام 1895م.
فلوريان ويتولد زنانيكي
وُلِد فلوريان زنانيكي في سوايتنيكي، بولندا، عام 1882م. أكمل دراسته العليا في عدة جامعات منها جنيف وزيورخ وباريس وكراكوف، حيث نال الدكتوراه في عام 1909م. بدأت أفكاره كفنان ثم انتقل إلى الفلسفة، مترجمًا أعمال بارغسون إلى البولندية، ومن ثم انتقل لعلم الاجتماع، وكان لزهده الفكري تأثير واضح. ومن أبرز إنجازاته:
- قدم مساهمة منهجية في علم الاجتماع من خلال الوثائق الشخصية.
- تحليل المواقف والقيم بناءً على الأبحاث الاجتماعية.
- ابتكر أربعة متطلبات شهيرة تمثل الاستجابة، والاعتراف، والتجربة الجديدة، والأمان، بما يعكس التحفيز الإيجابي.
- أسس قسم علم الاجتماع في بولندا عام 1920م.
جين آدمز
وُلِدت جين آدمز في 6 سبتمبر 1860م في سيدرافيل، إلينوي. كان والدها واحدًا من أغنى الشخصيات السياسية في المدينة؛ ساهمت جين بنشاط في حركات الإصلاح الاجتماعي من أجل تحسين أوضاع الفئات الأقل حظًا خلال أواخر القرن العشرين، لتصبح رمزًا في مجال السلام الدولي. ومن أهم إسهاماتها:
- شاركت في الإصلاحات الاجتماعية لمساعدة المجتمع المهمّش في التعامل مع تحدياته.
- ألفت العشرات من الكتب وأكثر من 500 مقالة حول التجربة والفكر البراغماتي الأمريكي.
- أسست مستوطنة هول هاوس في شيكاغو لتحسين الحياة الاجتماعية وتعزيز الحركة النسائية والتنوع الثقافي.
- كانت أول امرأة أمريكية تفوز بجائزة نوبل للسلام عام 1931م.
هيربرت سبنسر
وُلِد الفيلسوف وعالم الاجتماع الإنجليزي هيربرت سبنسر في 27 أبريل 1820م في دربي، إنجلترا. عُرف بتقديمه لنظرية التطور والانتقاء الطبيعي، والتي تم تطبيقها على المجتمعات البشرية والطبقات الاجتماعية. كما عمل سبنسر على دفع علم الاجتماع الحديث. ومن أبرز إسهاماته:
- لقب بأب التطوريين الكلاسيكيين وذلك لدوره البارز في تطوير تفسير التطور الاجتماعي.
- عين محررًا لمجلة الإيكونوميست عام 1848م.
- ألف العديد من المؤلفات المهمة في مجالات عدة، مثل:
- الإحصائيات الاجتماعية عام 1850م.
- دراسة علم الاجتماع عام 1873م.
- مبادئ علم الاجتماع 1880م.
- مبادئ الأخلاق عام 1891م.
- الفلسفة التركيبية عام 1896م.
ماكسيميليان فيبر
عُرف عالِم الاجتماع والاقتصاد السياسي ماكس فيبر، الذي وُلِد في 21 أبريل 1864م في إرفورت، ألمانيا، بتعليماته في جامعة هايدلبرغ وبحصوله على الدكتوراه في برلين. أصبح واحدًا من أبرز علماء الاجتماع الذين تناولوا مواضيع كالبيروقراطية والموضوعية. ومن أهم مساهماته:
- ألف الأطروحة المعروفة حول أخلاقيات البروتستانتية، ربط من خلالها بين الديانة والرأسمالية.
- قدم مفهوم “القفص الحديدي” الذي ناقش فيه تأثير العلاقات التكنولوجية والاقتصادية على المجتمع الرأسمالي في عام 1905.
- بحث في الطبقات الاجتماعية كمفهوم رئيسي لعلم الاجتماع يتحدد بناءً على ملكية وسائل الإنتاج.
- أسس قسم علم الاجتماع في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونخ، عام 1919م.
ابن خلدون
وُلِد عبد الرحمن بن محمد، المعروف باسم ابن خلدون، في عام 732هـ في تونس. نشأ في أسرة عريقة انتقلت إلى إسبانيا أثناء حكم المسلمين. يُعتبر ابن خلدون مؤسسًا لعلم الاجتماع والتاريخ، حيث درس مختلف العلوم الدينية والأدبية. ومن أبرز إسهاماته في علم الاجتماع:
- ألف كتاب “مقدمة ابن خلدون” الذي تناول موضوعات تتعلق بفلسفة التاريخ وعلم الاجتماع.
- حلل الديناميات الاجتماعية وعلاقات الجماعة.
- حدد العوامل المؤثرة في صعود وهبوط الحضارات الإنسانية.
- تأثر بأفكار التطور الدارويني وكتب حول تنوع الإنسان.
- استكشف الثقافة والعوامل الاجتماعية ذات التأثير المباشر على الأحداث.
- Marcus Clio قدم له لقب أبو علم الاجتماع بفضل كونه الأول في الإشارة إلى وجود هذا المجال وطرقه في المجتمع.
سان سيمون
كان الكونت سان سيمون، الذي وُلِد عام 1760م، من أعلام الفلسفة الاجتماعية الحديثة في أوائل القرن التاسع عشر. قدّم أفكارًا حول التطورات الاشتراكية الصناعية والوضعية وعلم الاجتماع، رغم قلة مؤلفاته الطويلة. ومن أهم إسهاماته:
- كان أول من عالج آثار التصنيع على المؤسسات التقليدية.
- ندّد بإعادة البناء الاجتماعي عبر العلم الطبيعي للمجتمع.
- طور نظريات خاصة بالنظرية العضوية التطورية.
- أسس مدرسة الكائن العضوي الوضعي، موضحًا الأبعاد الاجتماعية المختلفة كالماركسية والنزعة النفعية.
إدورد لويس بيرنيز
وُلِد الإداري النمساوي الأمريكي إدورد بيرنيز في 22 نوفمبر عام 1891م، وكان ابن عمه هو سيغموند فرويد المختص في علم النفس. عُرف بلقب أبو العلاقات العامة، حيث استخدم علم نفس اللاوعي للتأثير على الرأي العام. عرّف العلاقات العامة بأنها علم اجتماعي يمزج كل العلوم. من أهم إنجازاته:
- نَشر حوالي 15 كتابًا، و300 مقالة، وأكثر من 125 رسالة حول العلاقات العامة.
- يعتبر أحد مؤسسي هذا المجال وله دور بارز في القرن الواحد والعشرين.
- ابتكر استراتيجيات اتصال تجمع بين أفكار المفكرين المختلفين
- استفاد من أفكار سيغموند فرويد لتوجيه الجماهير.
- مزج بين عدة أفكار في علم النفس والاجتماع لإنشاء مفهوم العلاقات العامة الحديث.
- استثمر في التحليل النفسي للدفع نحو استجابة إيجابية في بعض القطاعات.
- أسس أول قسم للعلاقات العامة في جامعة نيويورك عام 1923م.
- عمل مستشارًا للعديد من الشركات الكبرى والسياسيين.
- سُمّيت كلية إدورد بيرنيز تقديرًا لإسهاماته الفريدة.
- ألف أول كتاب مخصص لهذا المجال عام 1923م بعنوان “بلورة الرأي العام”.
تالكوت بارسونز
وُلِد الفيلسوف الاجتماعي تالكوت بارسونز في 13 ديسمبر 1902 بمقاطعة كولورادو في الولايات المتحدة الأمريكية. تأثرت نظرياته في العمل الاجتماعي بشكل كبير على التحليل المجتمعي، حيث ساهم في تقديم أعمال ماكس فيبر وباريتو في علم الاجتماع. وعُرف بمساهماته المتنوعة، وأبرزها:
- ألف أكثر من 17 كتابًا و200 مقال علمي.
- تناول القضايا الاجتماعية المعاصرة في أعماله.
- دافع عن مواضيع كالأسرة، الطب، الدين، القانون، والاقتصاد.
- كتب أول مقال له عن “بنية العمل الاجتماعي” مخصصًا تحليل عدة نظريات تتعلق بالنشاط الاجتماعي.
- برز بمهاراته السياسية في موضوعات الاشتراكية القومية.
- ألف كتابًا بعنوان “النظام الاجتماعي” موضحًا البنية الحديثة للمجتمع.
- وضع مفهوم العالمية التطورية الذي يوضح التطور المجتمعي في الديمقراطية الغربية.
كارل ماركس
وُلِد الفيلسوف والمفكر الاجتماعي والاقتصادي كارل ماركس عام 1818م. عُرف بنظرياته حول الرأسمالية والشيوعية مستمدًا أفكاره من الاقتصاديين الكلاسيكيين مثل آدم سميث وديفيد ريكاردو. كما قدم مفاهيم بارزة مثل الاقتصاد الماركسي، الذي أثر بشكل كبير على المجتمعات خاصة الشيوعية. كانت آراء ماركس تنصب حول العلاقات بين الاقتصاد والطبقات، وتناول نظرية الصراع التي ترى المجتمعات كتفاعل بين البروليتاريا والبرجوازية. كما استطاع معالجة مجموعة من الموضوعات مثل الدور الذي يلعبه المال في المجتمع، والتمييز الطبقي، وتأثير الاقتصاد على التفاوت الاجتماعي.