يعاني البعض من مشاكل تتعلق بقرحة المعدة، ويتزامن ذلك مع حلول شهر رمضان المبارك وأيام صيامه. في هذا المقال، سوف نستكشف تأثير القرحة على الصيام، وسندرس الخيارات المتاحة في حالة عدم القدرة على الصيام بسبب هذا المرض، بالإضافة إلى توضيح العلاقة بين القرحة والصيام.
القرحة والصيام: هل يعد الصيام آمناً لمرضى القرحة؟
- أجمع العلماء على أنه يمكن للمريض الذي يعاني من قرحة المعدة والتي تمنعه من الصيام بشكل كامل أن يفطر.
- ومع ذلك، يتعين عليه دفع الفدية التي حددها الله في القرآن الكريم.
- وهي تتمثل في إطعام مسكين واحد عن كل يوم لم يتمكن من صيامه خلال شهر رمضان.
- من الممكن أيضًا دفع قيمة الغذاء عن كل يوم بدلاً من تقديم الطعام شخصياً.
- وهذا مستند إلى قوله تعالى: “أيامًا معدودات، فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر”.
- وكذلك “وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين، فمن تطوع خيرًا له، وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون”.
- وهذا مستند إلى قوله تعالى: “أيامًا معدودات، فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر”.
- وفي حال تمكن المسلم من صيام بقية أيام رمضان بعد شفائه من القرحة أو أي مرض آخر، فإنه يمكنه صيام الأيام التي أفطرها بعد انتهاء الشهر دون الحاجة لدفع فدية.
- الفدية تكون واجبة في حال عدم الصيام تمامًا في هذا الشهر.
- يجب على الفرد المسلم استشارة طبيبه المتخصص حول العلاقة بين القرحة والصيام.
- كما يحتاج لمعرفة ما إذا كان بإمكانه الصيام بشكل آمن يحافظ على صحته أم لا.
- يجب عليه اتباع نصائح الطبيب، كما أمرنا الله سبحانه وتعالى في قوله: “فمن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر”، وأيضًا “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها”.
المضاعفات المحتملة للصيام على مرضى القرحة
يمكن أن يكون الصيام محفوفًا بالمخاطر بالنسبة لمرضى القرحة، ومن بين المضاعفات الجدية التي قد تحدث أثناء الصيام:
النزيف الداخلي
يمر مرضى القرحة بزيادة خطر النزيف الداخلي أثناء الصيام، حيث يمكن أن يؤدي الامتناع عن تناول الطعام والسوائل لفترة طويلة إلى زيادة الضغط على القرحة، مما يمكن أن يؤدي إلى نزيف داخلي في بعض الحالات.
انفراج القرحة الهضمية
قد تحدث انفراج للقرحة الهضمية بسبب تراكم الحمض المعدي داخل المعدة نتيجة للامتناع عن تناول الطعام والسوائل، مما يزيد من خطر حدوث مشاكل مثل النزيف.
انسداد الجهاز الهضمي
يمكن أن يحدث انسداد في الجهاز الهضمي نتيجة للصيام، حيث يمكن أن يتجمع الغاز والهواء في المعدة والأمعاء بسبب الجوع وعدم تناول الطعام، مما قد يؤدي لحدوث انتفاخ أو انسداد.
فيما يلي بعض النصائح الضرورية لمرضى القرحة الذين يرغبون في الصيام خلال رمضان أو في أي وقت آخر:
- استشارة الطبيب: من الضروري أن يراجع المريض طبيبه قبل البدء في الصيام لتقييم حالته الصحية ومعرفة إمكانية الصيام.
- تنظيم تناول الطعام والسوائل: يجب على المريض عدم تخطي الوجبات الأساسية خلال الفترة المسموح بها، مع الحرص على شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور لتفادي الجفاف.
- تجنب الأطعمة الحارة والمنبهة: يجب الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين أو بالطعم الحار والحمضي، حيث إنها قد تزيد من تهيج المعدة.
- تقليل التوتر والإجهاد: من المهم للمرضى تجنب الظروف المجهدة التي قد تزيد من إفراز الحمض المعدي وتؤدي لتفاقم القرحة.
- تناول الأدوية بانتظام: ينبغي على المريض الالتزام بالأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب وفقًا للجرعات والمواعيد المخصصة.
- الحصول على الراحة والنوم الكافي: يجب على المريض أن يحرص على الحصول على فترة كافية من الراحة والنوم لدعم صحة المعدة وتقليل الإرهاق.
- التوقف عن الصيام عند تفاقم الأعراض: إذا تفاقمت الأعراض مثل الألم أو الحرقة، يجب على المريض إنهاء صيامه على الفور واستشارة الطبيب لتقييم حالته وتحديد الخطوات اللازمة.