أبرز مميزات العمارة الرومانية
يُعتبر القول المعروف “العمارة الحقيقية يجب أن تحقق: الوظيفة، الديمومة، والجمال” من تأليف المعماري الروماني الشهير فيتروفيوس. وقد سعت العمارة الرومانية إلى تجسيد هذه المبادئ لتتوافق مع التطورات والوظائف الحضرية الجديدة التي تلبي احتياجات الإنسان في ذلك العصر. وتُعد العمارة الرومانية واحدة من أرقى الحركات المعمارية في العالم القديم، التي بدأت في القرن الخامس قبل الميلاد، وكانت مستوحاة بشكل ملحوظ من الحضارة الإغريقية والأتروسكانية. فيما يلي أبرز المميزات التي تميز العمارة الرومانية:
الأعمدة الرومانية
ابتكر الرومان نوعين من الأعمدة مستلهمين من الأعمدة الإغريقية مثل الدوريك والأيوني والكورنثي. وقد أضافوا أعمدة التوسكان، التي تمثل شكلًا مبسطًا من العمود الدوريك، بالإضافة إلى العمود المركب، الذي يجمع بين الأسلوبين الأيوني والكورنثي.
الأقواس الرومانية
تعتبر الأقواس من أبرز سمات العمارة الرومانية، حيث استخدم الرومان نظام الأقواس بنسب مستمدة من دوائر، مع وجود حجر يدعى “المفتاح” في المنتصف ليتحمل الأحمال. وقد اعتمدوا في بناء الأقواس على نظام الدعامات والعتبات، مع إضافة الأعمدة الرومانية لتحمل العتبات الثقيلة. وغالبًا ما تُستخدم الأعمدة بين الأقواس لتحقيق وظيفتين: دعم الأقواس أو تزيينها.
الأسقف المقوسة
تم تصميم الأسقف المقوسة لتوفير مساحات أكبر دون الحاجة إلى استخدام عدد كبير من الأعمدة. ومن الأمثلة عليها الأسقف ذات الشكل النفق المدور (المقوسة نصف الدائرية) والأسقف الفخذية، حيث تلتقي أربعة أقواس من أربع جهات عند نقطة أو نقطتين في السقف، بالإضافة إلى الأسقف متعددة الأفخاذ.
القباب الرومانية
اعتمد الرومان على استخدام القباب التي تُصنف بأنها أنصاف كرات مقطوعة، تحتوي على فتحة صغيرة لإدخال الضوء وتعزيز جماليات الفراغ. ومن أبرز الأمثلة على ذلك قبة “البانثيون”، التي تُعدّ من أكثر المعالم إثارة للإعجاب، حيث يبلغ نصف قطرها 43.3 متر وتستند على جدران دائرية. وهناك أيضًا أمثلة أخرى من القباب التي تستند على قواعد مربعة.
تُعتبر الأسقف الأسطوانية والقباب المكورة أنظمة معمارية مُبتكرة تهدف إلى حمل الأثقال الكبيرة من العتبات، مما يسمح بتوسيع المساحات الداخلية. وقد ساعد استخدام مادة الخرسانة، التي كانت ابتكارًا في ذلك الوقت، في تقليل الاعتماد على الدعامات الهيكلية.