الحصان الأسود كما وصفه الرسول

 الحصان الأدهم كما وصفه الرسول
تعتبر الخيول العربية من أقدم السلالات التي تضمها الخيول الخفيفة في العالم.

ارتبطت هذه الخيول بالعرب، الذين أولوا عناية كبيرة بها، حيث حافظوا على صفاتها ونسلها.

لقد كانت الخيول تحظى بمكانة مرموقة عند العرب منذ الجاهلية وحتى الإسلام. في هذا المقال، سنتعرف على بعض المعلومات المتعلقة بالخيل العربية، وخاصة الأدهم، بالإضافة إلى وصف الرسول له.

الخيول الخاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم

  • كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعشق الخيول، وقد روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه:

    • “لم يكن شيء أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد النساء من الخيل”.
  • كان لدى الرسول صلى الله عليه وسلم عدة خيول، وكان يستخدمها أحيانًا في الغزوات.

    • رغم الاختلاف في الأنواع، اتفق العلماء على أنه كان يمتلك سبعة خيول.
  • هناك من ذكر أنه كان يملك عشرة خيول، ويقال أيضًا (كانت له أفراس أخرى خمسة عشر)، وهذا الأمر فيه اختلاف بين العلماء.
  • أما بالنسبة لأسماء الخيول السبعة المتفق عليها، فهي: اللزاز، المرتجز، الظرب، اللحيف، سبحة، السكب، والورد.

    • جمع الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن جماعة الشافعي أسماء هذه الخيول في بيت شعري حيث قال:
    • “والخيل سكب لحيف سبحة ظرب، لزاز مرتكز ورد لها أسرار”.
  • كما جمع الإمام الحافظ فتح الدين أبو الفتح أسماء خيول الرسول صلى الله عليه وسلم في أبيات شعرية ممدوحة، حيث قال:
    • لم يزل في حربة ذا وثبات وثبات،
      كلفًا بالطعن والضرب وحب الصافنات،
      من لزاز ولحيف ومن السكب المواتي،
      ومن المرتكز السابق سبق الذاريات،
      ومن الورد ومن سبحة قيد العاديات.

حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخيول العربية وتفسيره

  • أفصح رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اهتمام خاص بالخيول العربية، مدحًا اللون الأشهب والتحجيل والشيات.

    • قال صلى الله عليه وسلم: “خير الخيل الأدهم، الأقرع، الأرثم. ثم الأقرح المحجل طلق اليمين، فإن لم يكن أدهم فكميت على هذه الشية”.
  • لتفسير هذا الحديث، يمكن القول بأن الحصان الأدهم هو الذي يمتاز بلونه الأسود الغامق.

    • أما الأقرح، فهو الذي يحتوي وجهه على قرحة، بينما الأرثم يشير إلى وجود بياض في جحفلته العليا.
    • الجحفلة تشبه الشفة في الخيول والبغال والحمير، بينما التحجيل يعني وجود بياض في الفرس وأرجله.
  • أما عبارة “طلق اليمين” تعني أنه إذا لم يكن هناك تحجيل في إحدى قوائمه:

    • إذا لم يكن الخيل أدهم، فكميت، مما يشير إلى أن أذن وعرف هذا الخيل يجب أن يكونا بلون أسود، بينما باقي جسمه يميل إلى الأحمر.
  • الخيل يسمى كميت عندما يكون في صفاته مؤنث ومذكر، في حين أن كلمة الشية تشير إلى علامة مميزة.

بعض الأحكام المتعلقة بالخيل

ذكر العلماء عددًا من الأحكام المتعلقة بتربية الخيول، وامتلاكها واستغلالها، وسنتناول بعض هذه الأحكام في النقاط التالية:

  • قال بعض العلماء إن ملكية الخيول، حتى لو كانت غالية الثمن، لا تجب فيها الزكاة.
  • الزكاة تكون على بهيمة الأنعام (البقر والغنم والإبل).

    • لكن الخيول لا تجب فيها الزكاة إلا إذا استُخدمت في التجارة.
  • أوضح العلماء أن تربية الخيول من الناحية التجارية جائزة، بشرط عدم استخدامها في مجالات السباقات.

    • لأن العديد من هذه السباقات يمكن أن تتضمن قمارًا أو ميسرًا، وهما أمران محظوران.
  • إذا كان المسلم يعلم أن الخيل مُعدٌ لألعاب محظورة، فلا يجوز له المشاركة فيها.

    • حتى لو كانت تلك الألعاب مخصصة لغير المسلمين، لأن الشريعة ترفض هذه الأنشطة لجميع الناس.

الخيل العربي قبل الإسلام

  • قبل الإسلام، أطلق العرب على الخيل هذا الاسم، إذ كانت تشعر في سيرها أو حركتها أو وقوفها بالخيلاء.
  • ساعدت الطبيعة الجغرافية للجزيرة العربية وصحاريها ومراعيها العرب في اقتناء الخيول.

    • كما ساهمت الظروف الاجتماعية في الحياة الجاهلية في تعزيز اهتمام العرب بخيولهم.
    • وذلك لأن حياتهم كانت تقوم على السلب والغزو.
  • فضل عدد كبير من الناس الخيل على أولادهم وزوجاتهم، حيث كان بعض الفرسان يفضلون الخيل حتى على أنفسهم.

    • كانوا يقدمون الطعام عن أنفسهم للخيول، ويرتدون ملابسهم، ويعطونهم اللبن الخالص والماء النقي.
    • كما كان هؤلاء الفرسان يجعلون أولادهم وزوجاتهم يشربون من ما يتبقى للخيول.
  • ظهرت أيضًا مظاهر تدل على شغف الفارس بخيله، مثل تعليق التمائم عليها كما يفعل لطفله، خوفًا عليها من الحسد.

الخيل العربي بعد الإسلام

  • كرم الإسلام الخيل بشكل خاص، وكان الدين الإسلامي من أكثر الأديان التي أكرمتها.

    • دل على ذلك أن الله سبحانه وتعالى ذكر الخيل في كتابه الكريم وأقسم بها.

    • “والعاديات ضبحًا * فالموريات قدحًا * فالمغيرات صبحًا * فأثرن به نقعًا * فوسطن به جمعًا”.
    • كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة”، وقد رواه البخاري.
  • حث الرسول صلى الله عليه وسلم على إكرام الخيل وامتلاكها، فكان أول من اقتنى الخيول في الإسلام، واستخدمها في الجهاد في سبيل الله.

    • وذلك امتثالًا لقوله تعالى “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم”.
  • ساهم اقتناء عدد كبير من العرب للخيول الأصيلة في انتشار الدين الإسلامي بشكل أسرع في صدر الإسلام.

    • لأن الخيول أدت دورًا مهمًا في المعارك التي خاضها المسلمون سواء في بداية الإسلام أو بعده.
    • ولم تتمكن الإبل من منافسة الخيول في هذا الأمر، رغم قدرتها على تحمل العطش أو الجوع.
  • تتميز الخيول بسرعة الفروسية والقدرة على التحمل والثبات خلال المعارك، بينما الإبل يمكن أن تنطلق سريعًا ولكن لا تتمتع بنفس هذه الصفات.
  • وتم تخصيص المزيد من الثواب للأشخاص الذين يعتنون بالخيل، وسيحاسبون عن رعاية خيولهم.

    • في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “الخيل في نواصيها الخير معقود أبدًا إلى يوم القيامة، فمن ربطها عدة في سبيل الله فإن شبعها وجوعها، وريها وظمأها وأرواثها وأبوالها فلاح في موازينه يوم القيامة”، وقد رواه الإمام أحمد.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *