الإيمان بالغيب
يُعتبر الإيمان بالغيب واحداً من الأسس الأساسية للإيمان بالله تعالى، ويتوجب على المؤمن أن يعتنق هذه العقيدة ليكون ضمن زمرة المؤمنين. يتمثل الإيمان بالغيب في التصديق بوجود أمور تفوق إدراك الحواس، حيث نعتمد فقط على الأخبار الصادقة في معرفة هذه الأمور، والتي تُعرف في القرآن الكريم بعلم الشهادة. وعندما يتعمق هذا الإيمان ويترسخ في النفوس، فإن له تأثيرات إيجابية ملموسة على كل من الفرد والمجتمع، سنتناول بعض هذه التأثيرات في هذا المقال.
تأثيرات الإيمان بالغيب على الفرد
إن الشخص الذي يؤمن بالغيب يعيش حالة من السعادة في زمن يعج بالأحزان، ويتمتع بالأمان في وقت يزداد فيه الخوف، حيث يمتلك كنزاً نفيساً. ومن التأثيرات الإيجابية التي يمكن الإشارة إليها ما يلي:
- يشعر الفرد بمراقبة الله -تعالى- له، ويعي أن الله سبحانه وتعالى يراقب كل أفعاله، سواء كانت صغيرة أو كبيرة. قال -تعالى-: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا).
- يدرك أن الله معه في كل لحظة، مما يدفعه للحث على الأعمال الصالحة والاستجابة لأوامر الله.
- يشعر المؤمن بالخجل من ارتكاب المعاصي، حيث يوقن بأن الله -جل وعلا- يراه، وأن الملائكة تسجل كل ما يقوم به من خير أو شر. قال -تعالى-: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
- يفتخر المؤمن بكلام الله ويحرص على تلاوته وحفظه وفهمه وتطبيقه، وهذا نتيجة لإيمانه بالكتب السماوية.
- يعتبر سيرة الأنبياء، وخاصة سيرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، قدوة له في حياته، نظراً لإيمانه بجميع الرسل.
- يمنح المؤمن الطمأنينة بشأن ما سيحدث له في المستقبل مهما كانت الظروف من حوله، إذ يجعل الإيمان بالقدر الفرد لا يطمع إلا في الله ولا يلجأ إلا إليه.
- يساعد المؤمن على الثبات في طاعاته، ومواجهة المحن بقوة، والاستمرار في عبادة الله في جميع الأحوال.
تأثيرات الإيمان بالغيب على المجتمع
عندما يتحلّى كل فرد من أفراد المجتمع بأركان الإيمان وتظهر تأثيرات هذا الإيمان على المستوى الفردي، سنجد أنفسنا أمام مجتمع يعكس الصلاح والتعاون، ومن أبرز التأثيرات نذكر ما يلي:
- انتشار الأعمال الخيرية وترك المنكرات.
- الحكم وفقاً لقوانين الشريعة وما أمر الله -تعالى-، والابتعاد عن القوانين الوضعية.
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فمَن يتعمق الإيمان في قلبه لا يمكنه أن يتجاهل المعاصي والمنكرات دون اتخاذي موقف.
- الالتزام بالعهود والمواثيق والأمانة في المعاملات، إذ يخشى كل فرد ظلم الآخر.
- التحلي بالصبر والبر والإحسان والصفات الحميدة.
- تعزيز المحبة بين المسلمين وكراهية الكافرين.
- تقديم العون والمساعدة لكل محتاج، حيث يشعر المؤمن بأن المسلمين كالجسد الواحد؛ كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى).